الحجامة لغة .. وشرعاً حكمها ووقتها

الحجامة شرعاً:

يقول العلماء أن التداوي بالحجامة من الأمور المستحبة شرعا، ويجوز استخدامها في أي وقت إن كانت علاجاً لداء معين .وأما إن كان استعمالها على سبيل الوقاية فيستحب أن تكون في أوقات معينة نصت عليها بعض الأحاديث الصحيحة. فقد روي عن جابر رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال :(إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة عسل أو لذعة بنار توافق الداء وما أحب أن أكتوي) رواه البخاري مسلم. وقد ورد في فضل التداوي بالحجامة أحاديث كثيرة منها: عن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن أجر الحجام فقال: احتجم رسول الله ﷺ حجمه أبو طيبة وأعطاه صاعين من طعام، وكلم مواليه فخففوا عنه. وقال ﷺ: (إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقُسْط البحري) رواه البخاري ومسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ احتجم وهو محرم في رأسه من شقيقة كانت به. رواه البخاري.

الحجامة لغة:

مأخوذة من حجم بمعنى مصَّ، والحجامة تعني مص الدم وإخراجه من البدن. وقد تجرى الحجامة باستخدام العلق الذي يوضع على الجلد فيمص الدم وقد تجرى الحجامة أيضاً دون تشريط الجلد، وذلك باستخدام كؤوس فارغة تسخن من باطنها لخلخلة الهواء وإحداث ضغط سلبي بداخلها، ثم توضع على مناطق مختارة من الجلد، فتجذب الدم في العروق إلى موضع الحجامة، وهي طريقة تساعد في تخفيف الوجع، وتعالج بعض الآفات الموضعية مثل التهاب العضلات والتهاب المفاصل.

وتعد الحجامة العلاجية من أشهر طرق العلاج البديل، والتي يكثر دائماً الكلام حول مدى فاعليتها ومدى قدرتها على علاج الأمراض المختلفة، في هذا المقال نوضح لك كل ما تود معرفته عن الحجامة العلاجية.

ما هي الحجامة العلاجية؟

الحجامة العلاجية هي نوع من أنواع الطب القديمة، انتشرت منذ آلاف السنين في شعوب كثيرة مثل الصين وبلاد العرب واستمرت لسنوات طويلة، إلا أنها انتشرت بعد ذلك بكثرة في بلاد المسلمين أسوة بالنبي ﷺ.

 وقد ذكر الأطباء والعلماء قديماً وحديثاً فوائد كثيرة للحجامة، قال العلامة ابن القيم :[وأما منافع الحجامة فإنها تنقي سطح البدن أكثر من الفصد والفصد لأعماق البدن أفضل والحجامة تستخرج الدم من نواحي الجلد ] الطب النبوي ص169.

وقال الدكتور عبد الرزاق الكيلاني :[وتفيد الحجامة الجافة في تسكين الآلام جميعها إذا طبقت في مكان الألم أو قريباً منه، وقد سقط النبي ﷺ على وركه فأصيب بوثي فيه –أي وجع فيه– فعالجه بالحجامة، كما تفيد في الصداع والآلام القطنية والآلام المفصلية، وألم ذات الجنب، وتفيد في التهاب القصبات وذات الرئة واحتقانات الكبد والتهاب التأمور، وقصور القلب الخفيف؛ كما تقوم مقام الاستدماء الذاتي لمكافحة أمراض الحساسية كالأكزيما والشري وغيرها. وإذا أجريت في الرأس أفادت كثيراً من أمراض العين. أما الحجامة المدماة فإنها عدا الأمراض التي تفيد فيها الحجامة الجافة تفيد في ارتفاع الضغط الشرياني بخاصة، لأنها تكون كالفصادة وكذلك في قصور القلب الشديد ووذمة الرئة الحادة واحتقانات الكبد الشديدة وقصور الكلى الحاد والتسممات…

وذكر الدكتور محمود النسيمي -صاحب كتاب الطب النبوي والعلم الحديث- استطبابات الحجامة ومنها: احتقانات الرئة واحتقان الكبد والتهاب الكلية الحاد والآلام العصبية … إلخ.

ما هي أوقات الحجامة العلاجية؟

هناك أوقات محددة يفضل أن تتم الحجامة بها سواء كانت علاجية أو وقائية، وكلها ترتبط بالتقويم الهجري. كما قال النبي ﷺ، والذي أوصى بأن تتم الحجامة في الأيام السابع عشر والتاسع عشر والحادي والعشرين من كل شهر قمري، كما أن هناك بعض الأحاديث التي أكدت على عدم تفضيل العلاج بالحجامة في الأيام السبت والأحد والجمعة والأربعاء. فقد وردت بعض الأحاديث التي تفيد أن أفضل الحجامة ما يكون بعد النصف الثاني من الشهر الهجري بقليل فمن ذلك: عن أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي ﷺ يحتجم في الأخدعين والكاهل، وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين). رواه الترمذي وابن ماجة. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: (إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ويوم تسع عشرة ويوم واحد وعشرين ) رواه الترمذي وحسنه.

وبهذا يرى العلماء أيضاً أنه عند وجود ضرورة للقيام بالحجامة خاصة الحجامة العلاجية، كأن يكن المريض غير قادر على تحمل الألم فلا ضرر في إجرائها في أي وقت لمنع  الأذى عن المريض.

ما هي مدة العلاج بالحجامة العلاجية؟

تختلف مدة الحجامة العلاجية باختلاف المرض وتبعاً لاستجابة المريض، فيمكن لبعض الأمراض أن تستجيب للشفاء بعد جلسة واحدة اسبوعياً. كما أن هناك بعض الأمراض التي تحتاج مدة تصل إلى سنة للعلاج، فلا يمكن القول بأن هناك مدة مجددة يتم الشفاء بعدها من أي مرض باستخدام الحجامة العلاجية.

عدد مرات الحجامة العلاجية

تختلف مدة العلاج بالحجامة العلاجية من شخص لآخر بحسب أعراض المرض ونوعه وشدته، كما تتدخل حالة الإنسان العامة وقدرته على تحمل الألم في تحديد مدة العلاج بالحجامة، وهو الأمر الذي يحدده المعالج والمريض معاً، ولكن يمكن أن نقول أن هناك بعض الحالات التي يمكن أن تشفى بعد جلسة واحدة وغيرها بعد عدة جلسات من إجراء الحجامة العلاجية على أماكن الألم.

مواضع الحجامة العلاجية

تختلف مواضع الحجامة في الجسم باختلاف المرض وأعراضه المنتشرة، فمن الاعتقاد الخاطئ أنه يمكن إجراء الحجامة لكل الأمراض بنفس الطريقة، يوجد 98 موضع للحجامة في الجسم نذكر منها:

1. وسط الرأس

لا بد من الاستعانة بمركز أو طبيب متخصص ليتمكن من وضع الحجامة بطريقة صحيحة وسط الرأس وهو مكان حساس بالطبع، إلا أن الحجامة يجب ان تتم به إذا كانت الرغبة من الحجامة هي تنشيط الدورة الدموية في الجسم للتخلص من بعض الأمراض مثل الشعور بالخمول المستمر.

2. خلف الرقبة

وذلك للتخلص من الألام الأشهر وهي ألام الرقبة التي تنتج عن حمل أشياء ثقيلة أو وضعيات جلوس خاطئة أو أوضاع للنوم غير مريحة.

3. على الظهر

توضع الحجامة على الظهر إن كانت الأوجاع منتشرة في الظهر أو الفقرات أو عضلات الظهر على حد سواء، وتساعد الحجامة العلاجية على التخلص من تلك الأوجاع، كما تعمل على زيادة لونة الجسم وعلى تنشيط الدورة الدموية في تلك المنطقة.

4. على البطن

تعد تلك الحجامة مفيدة وفعالة في حالات اضطرابات الناتجة عن الجهاز الهضمي مثل اضطرابات القولون.

5.على ظهر القدم

مفيدة وفعالة لمرضى السكر ولمرضى دوالي القدم، حيث تساعد على تنشيط الدورة الدموية في تلك المنطقة، مما يساعد على تدفق الدم والقضاء على الدوالي.

6. على مفاصل الجسم

تستخدم تلك الحجامة عندما يكون الوجع في مفاصل الجسم، فيتم تطبيق الحجامة على المفصل الموجوع، حيث تساعد على تنشيط الدورة الدموية في تلك المنطقة مما يخلص الجسم من الألم.

فوائد الحجامة العلاجية

كما يتضح من الاسم فإن الحجامة تستخدم لأغراض علاجية ومن أشهر الأمراض التي تستخدم الحجامة لها، ما يلي:

1- علاج التهابات المفاصل والأمراض المزمنة الخاصة بها مثل الروماتيزم.

2- علاج تشنجات المفاصل.

3- علاج آلام الرقبة والظهر.

4- علاج حالات التنميل في اليدين أو القدمين.

5- علاج حالات الصداع النصفي.

6- علاج أوجاع البطن سواء المعروف أسبابها أو غير المعروفة.

7- المشاكل النفسية مثل الاكتئاب.

8- الأمراض الناتجة عن اضطرابات الدورة الدموية، مثل أمراض الضغط والقلب وأمراض الأوعية الدموية.

9- استرخاء العضلات.

10- الأمراض الناتجة عن اضطربات في الدم مثل الأنيميا.

11- علاج الصداع النصفي.

12- بعض الأمراض الجلدية مثل الأكزيما وحب الشباب.

شروط الحجامة العلاجية للنساء وأوقاتها

إن كنا تحدثنا عن أوقات الحجامة وشروطها للجميع، فإننا لا يمكن ان ننكر أن هناك بعض التفرد للنساء نظراً لتعرضهن للكثير من الأمور الخاصة بهن والتي لا يمر بها الرجال، ومن هنا جاء لزوم تحديد شروط وأوقات محددة للنساء لإجراء الحجامة.

أوقات الحجامة العلاجية للنساء

هناك بعض الأوقات التي يمنع فيها إجراء الحجامة للنساء منها:

1- في أثناء الدورة الشهرية.

2- في فترة النفاث التي تعقب الولادة.

3- فترة الحمل خاصة في الأشهر الثلاث الأولى والأخيرة.

4- في حالة الإصابة بأي مرض من أمراض الدم مثل الأنيميا.

5- حالات الإصابة بالسرطان المختلفة مثل سرطان الثدي أو شرطان عنق الرحم.

لعل تلك الحالات هي الحالات المرضية الأشهر التي يجب ألا تقوم النساء خلالها بالحجامة العلاجية، ولكن هناك أيضاً بعض الاحتياطات الأخرى مثل:

1- البعد عن أي نشاط حركي ومجهود بدني قبل ساعات من عمل الحجامة.

2- محاولة الاسترخاء طويلاً في يوم الحجامة حتى لا تتعرض لأي مجهود.

3- عدم التعرض للحجامة على الظهر أو البطن في أثناء فترة الحمل مطلقاً.

فوائد الحجامة العلاجية للنساء

تستخدم النساء تحديداً الحجامة العلاجية لأغراض محددة أكثر تعلقاً بها بظروفها الخاصة، وهو ما نود الحديث عنه في السطور القادمة.

الحجامة للنساء من أجل فقد الوزن

تعمل الحجامة بشكل عام على فقدان الوزن والتخلص من السمنة، وذلك لفاعليتها في ضبط هرمونات الغدة الدرقية التي تسبب زيادة الوزن، كما تساعد الحجامة في علاج مستوى الحرق المنخفض وجعله في المستوى الطبيعي اللازم لحرق الدهون حتى تتخلص من السمنة، ويسهل الحصول على الجسم الرشيق.

الحجامة العلاجية للنساء لعلاج مشاكل البشرة

تعمل حجامة الوجه على تنشيط الدورة الدموية في الوجه مما يساعد على القضاء على التجاعيد والخطوط الدقيقة والهالات الموجودة على البشرة وكذلك حب الشباب والأكزيما.

كما تساعد الحجامة على تنشيط عضلات الوجه وضبط مستوى الإفرازات الدهنية في البشرة، كل تلك المزايا تجعل النساء يلجأن للحجامة العلاجية للحصول على تجميل طبيعي للبشرة.

الحجامة العلاجية للنساء في فترة الحمل

كما ذكرنا فلا يجب استخدام الحجامة في الأشهر الثلاث الأولى والأخيرة من الحمل، ولكن فيما عدا ذلك يمكن عمل الحجامة، وذلك لفوائدها الكثيرة في فترة الحمل ونذكر منها:

1- تعزيز صحة المرأة الحامل الجنين، وذلك لأنها لن تضطر إلى تناول الأدوية الكيميائية.

2- تساعد على تنشيط وضبط كل الغدد في الجسم من التغيرات التي تحدث في فترة الحمل.

3- تساعد على تعزيز الذاكرة وتقوية المناعة.

4- تساعد على تحسين الحالة النفسية للمرأة الحامل.

5- تخلص الجسم من السموم.

وأما عن الطرق المستخدمة لعمل الحجامة الجافة والرطبة والمتزحلقة وكذلك الحديث عن الحجامة الوقائية فهذا سيكون موضوع مقالنا القادم إن شاء الله في شبكة نصيحة

_______________________

المصدر: مواقع إليكترونية

Tags:

سجل دخول بمعلومات حسابك

Forgot your details?