الدخول إلى سوق الأسهم يسيل له لعاب كل راغب في الاستثمار وخاصة المبدئين منهم، وهو كأي وسيلة من وسائل الاستثمار له مخاطر عديدة كما أنه قد يكون وسيلة للثراء السريع، ولذلك قررنا في شبكة نصيحة التطرق إلى هذا الموضوع المهم من خلال إعادة نشر هذا المقال المنشور على أحد أهم الموقع الاقتصادية وهي شبكة CNBC ARABIA.
والحقيقة أنه يمكن لأي شخص أن يتداول في سوق الأسهم، ولكن لكي تصبح واحدًا من المتداولين المحترفين، فإن الأمر يتطلب أكثر من رأس المال.
كما يجب عليك معرفة أنه هناك العديد من الأفراد الذين يتطلعون إلى الانضمام إلى صفوف كبار المتداولين وجلب الأموال من سوق الأسهم، لكن قلة قليلة منهم من يحصل ذلك، لأن المتداولين الفائزين في سوق الأسهم نادرون، مثلهم مثل الفائزين بتذاكر اليانصيب.
حضور إحدى الدورات التحضيرية لتصبح متداولًا محترفًا هي خطوة مهمة سواء في علم التحليل الأساسي أو التحليل الفني.
ولكن هناك الكثير من الأفراد المتعلمين والمطلعين والأذكياء للغاية الذين لم يصبحوا متداولين بارعين في سوق الأسهم، حيث يعتمد الاختلاف الجوهري بين المتداولين الرابحين والخاسرين على اكتساب المهارات الأساسية للتعامل مع السوق.
إليك 5 مهارات أساسية تُساعدك لتصبح متداولًا محترفًا في سوق الأسهم.
في هذا المقال
1- البحث والتحليل
تعد القدرة على إجراء أبحاث عالية الجودة وتحليل الأسواق أمرًا أساسيًا لنجاح التداول، حيث يطور المتداولون الرئيسيون مهاراتهم في القدرة على إجراء بحث شامل عن جميع المعلومات ذات الصلة بالأوراق المالية التي يتداولونها، والأهم من ذلك القدرة على تحديد التأثير المحتمل لتلك المعلومات بدقة على سوق معين.
يتعلم المتداولون الرئيسيون من خلال استخدام معلومات السوق، سواء المعلومات الاقتصادية الأساسية ومعلومات السوق الأخرى في التداول وحركة الأسعار، والتي تحدث بهدف التكيف مع السوق والاقتراب منه بأكثر الطرق فعالية ممكنة.
يُقصد بأكثر الطرق فعالية هي نسب المخاطرة مقارنة مع العوائد المحتملة.
تعد المهارات التحليلية أمرًا حيويًا لأنها تمكن المتداول من فهم الاتجاهات وتحديدها واستخدامها بشكل أفضل كما هو مطبق على حركة السعر على الرسوم البيانية لأطر زمنية مختلفة وفي السوق ككل.
أثناء قيامك بتحليل السوق وتحديد الأنماط والاتجاهات، من الضروري أيضًا تحديد أساليب التداول الفنية المطلوبة.
كما يجب التركيز بشكل أقل على الأموال التي سيتم جنيها، وزيادة التركيز على اتخاذ الإجراء الصحيح في الوقت المناسب، هذا من أهم المواقف الرئيسية الضرورية لتطوير مهاراتك التحليلية وإتقانها.
2- التكيف مع ظروف السوق المتغيرة
بمرور الوقت يطور المتداولون الرئيسيون استراتيجيات وأساليب تداول يستخدمونها مرارًا وتكرارًا.
ويقوم كل متداول بتجميع مجموعة أدواته من الاستراتيجيات وأساليب التداول، لذا من المهم أن يكون لديك أسلوب تداول خاص بك، مثل إشارات محددة من المؤشرات الفنية التي تشير إلى صفقات ذات احتمالية أرباح مُرتفعة.
إن امتلاك استراتيجيات تداول مجربة ومربحة أمر جيد، والشيء الأفضل هو أن ترسخ عادة المراقبة المستمرة للسوق بحثًا عن إشارات ومؤشرات تدل على أن السوق يتغير أو يشكل نمطًا جديدًا، مما يشير إليك أنك بحاجة إلى تغير أسلوبك لإعادة التكيف مع الظروف المتغيرة عن طريق تعديل استراتيجية التداول الخاصة بك وفقًا لذلك.
3- البقاء في السوق
يواجه الجميع ارتفاعًا كبيرًا في الأرباح وأيضًا خسائر كبيرة، لذلك يجب عليك أن تتمتع بمهارة البقاء في التداول داخل السوق، فهي مهارة حيوية لا غنى عنها يمتلكها كل متداول محترف.
ستكون هناك أيام ينقلب فيها السوق ضدك تمامًا، فبدلاً من أن تكون مليئًا بالإثارة حول التداول وتتعامل بعقلية الإنتقام من السوق أو تعويض الخسائر السابقة، في أوقات مثل تلك يجب عليك إيقاف تشغيل شاشة الكمبيوتر أو إغلاق منصة التداول الخاصة بك والتخلص من جروحك المالية أولًا، ثم العودة بأعصاب هادئة مرة أخرى إلى التداول.
وجزء كبير من القدرة على البقاء في سوق الأسهم يعود إلى الإدارة الجيدة للمخاطر وإدارة الأموال، لذلك يجب عليك استخدم دائمًا أوامر وقف الخسارة ولا تخاطر كثيرًا في أي صفقة واحدة.
بمعنى آخر، لماذا تخاطر بخسارة محتملة قدرها 500 دولار إذا كان أقصى ما يمكن أن تحققه إذا كان تحليل السوق الخاص بك صحيحًا هو 100 دولار فقط؟!
هذه الأرقام ليست في صالحك، فإذا لم تتمكن من الحصول على نقطة دخول مواتية منخفضة المخاطر، اترك هذه الفرصة تمر وانتظر حتى تحصل على فرصة أخرى.
4- الانضباط والصبر
الانضباط والصبر هما مهارتان وثيقتي الصلة يحتاجهما كل متداول محترف.
كما ذكرنا في الفقرة السابقة، يعد البقاء في سوق الأسهم أمرًا مهمًا لأنه يتيح لك تجربة كل من الارتفاعات والانخفاضات ومشاهدة أحداث عديدة داخل السوق، بالإضافة إلى التعلم منها وإجراء التعديلات اللازمة على تداولاتك.
فيجب أن يكون المتداول المحترف صبورًا ومنضبطًا من أجل التمسك بهذه القواعد، خاصة في الأيام التي يكون فيها الربح غير موجود.
ضع في اعتبارك أن جزءًا أساسيًا من سلوك السوق هو تقلباته المتصاعدة والعطاء والأخذ، وقد تستمر الجلسات التي تسير بشكل ثابت ولا ترى حجمًا كبيرًا جدًا لعدة أيام، لكن المتداول المنضبط يدرك أن الصبر جيد في هذه الظروف، لذلك ينتظر حتى يبدأ السوق في اتخاذ خطوة مهمة حقًا، قبل الدخول والمخاطرة بأمواله التي حصل عليها بشق الأنفس.
أحد الأخطاء الأكثر شيوعًا التي تسبب خسارة في سوق الأسهم هو فقدان الصبر، حيث يقوم المتداولون بعمل صفقات عندما لا يقدم السوق أي فرص ربح حقيقية، كما يقوم العديد من التجار بالتداول بدافع الملل المطلق، وغالبًا ما تكلف مثل هذه الصفقات المتهورة خسائر كبيرة في المال.
لكن المتداول المحترف يتعامل ببساطة مع الأمر إذا مرت جلسة تداول كاملة دون ظهور فرص ربح جيدة منخفضة المخاطر، لأنه يعلم أن السوق سيفتح مرة أخرى غدًا وستكون هناك دائمًا فرص تداول جديدة.
لذلك لا تدع حركة الأسواق تخدعك للتخلي عن الانضباط والصبر.
تحلى بالصبر، وانتظر، وعندما تظهر فرصة ما لا تتردد، وادخل السوق مع الثقة في قدرتك على التداول.
5- حفظ السجلات
يتعلم كبار المتداولين من أخطائهم في التداول، وذلك عن طريق الاحتفاظ بدفتر يوميات التداول.
حيث يحتفظ كبار المتداولين بصفقات التداول الخاصة بهم، ويقومون بتسجيل أحداث كل صفقة فور حدوثها، مثل نقطة الشراء وسبب الشراء أو البيع، والمكان الذي يُضع فيه أمر وقف الخسارة وأمر جني الأرباح، وماذا حدث في السوق بعد خبر ما.
يوفر الاحتفاظ بدفتر يوميات تداول وقراءته بانتظام واحدة من أسرع الطرق وأسهلها لتحديد ما تفعله بشكل صحيح وما تفعله بشكل خاطئ.
وأخيرًا عليك معرفة أن الربح في سوق الأسهم ليس بالأمر السهل، لذلك ابذل الجهد اللازم لتصبح متداولًا ماهرًا، وسوف يكافئك السوق على جهودك الدؤوبة.
اقرأ أيضاً : أخطاء شائعة تقودك إلى الخسارة في سوق الأسهم
Tags: استثمار تداول سوق الأسهم مال وأعمال