عَنْدَمَا يَحُلُّ فَصْلُ الصَّيْفِ، تُشْرِقُ الشَّمْسُ مَصْحُوبَة أَحْيَانًا بِدَرَجَاتِ حَرَارَةٍ شَدِيدَةَ الإرْتِفَاعِ. لَكِنَّ الصَّيْفَ هُوَ الوَقْتُ المُنَاسِبُ لِتَنْوِيعِ قَائِمَةِ طَعَامِك، والْحِفَاظِ عَلَى نِظَامٍ غِذَائِيٍّ مُتَوَاِزنٍ. مِنَ الوَاضِحِ أَنَّ الْأَمْرَ لَا يَتَعَلَّقُ بِحِرْمَانِ نَفْسِك، خُصُوصًا إِذَا تَزَامَنَ مَعَ عُطْلَتِكَ السَّنَوِيَّةِ، وَلَكِنْ بِإِيجَادِ التَّوَازُنِ الصَّحِيحِ. مَعَ القَلِيلِ مِنَ الحِسِّ السَّلِيمِ وَالتَّنْظِيمِ، إِذْ يُمْكِنُك اتِّبَاعُ نِظَامٍ غِذَائِيٍّ مُتَوَازِنٍ لِتَزْوِيدِ جِسْمِك بِالسُّعُراتِ الحَرَارِيَّةِ اللَّازِمَةِ لِلطَّاقَةِ، وَالتَّعَامُلُ مَعَ مَوْجَاتِ الحَرَارَةِ، وَأَيْضاً لِتَفَادِي حَالَاتِ الشُّعُورِ بِالتَّعَبِ الجَسَدِيّ وَالإِرْهَاقِ، وَالَّتِي يَتَسَبَّبُ فِيهَا اتِّبَاعُ طُرُقٍ غِذَائِيَّةٍ تَكُونُ فِي مُعْظَمِهَا أَسَالِيبٌ غَيْر صِحِيَّةٍ.

         1. شرب مشروبات شديدة البرودة 

انتباه! عند شرب مشروبٍ باردٍ جدًا، فإن جسمك ينفق المزيد من الطاقة، ومعدتك تضطر إلى تسخين المشروب للوصول إلى درجة حرارة الجسم. والنتيجة تبدو على الفور بظهور مشاكل صغيرة في الجهاز الهضمي، والتي تنتشر جدّاً في فصل الصّيف.

         2. تناول كميات أقل من أجل خسارة أرطال زائدة

منطقيّ جدّاً، ولكن ليس فعّالًا بما يكفي. في فصل الصّيف، نتمرّن أكثر، لأنّ أنشطتنا تتضاعف بشكل عام. لذلك وجب الحرص على تناول ثلاث وجبات في اليوم، وبكمّيات كافية، حتى لا نعاني من نقص التغذية، وبالتالي أن نتعرض لمشاكل صحيّة نحن في غنى عنها. بدون قيود زمنيّة، وعلى عكس أيام العمل، لا يمكننا تناول الطّعام في أوقات محدّدة، ولكن يمكننا تنظيم وجباتنا وفقًا للجوع.

اقرأ أيضا: أفضل الأطعمة التي تساعدك على تحقيق النجاح

         3. تجاهل منتجات الألبان

في فصل الصّيف، يعتبر تناول الكالسيوم ضروريّ لعمل الجسم بشكل سليم. والفيتامين ’’د‘‘ الذي ينتجه الجسم خلال حمّامات الشّمس، يساعد على امتصاص الكالسيوم. لذلك يمكن اعتبار فصل الصّيفِ الوقتَ المناسبَ للتزوُّد بالكالسيوم بفضل منتجات الألبان، ودون إفراط طبعاً!

        4. تناول الكثير من الخضار والفواكه

لماذا هو سَيِّء؟ إنّ تناولَ الطّعام النيِّئ يجعل المعدة تنتفخ وتُهيِّج الأمعاء. بالإضافة إلى ذلك، عند تناول الخضر والفاكهة بكميات زائدة، فإنها تعرقل امتصاص الأطعمة الأخرى، فيصاب الجسم حسب طبيعته، وكمية استهلاكه للسوائل بالإمساك أو الإسهال بالإضافة إلى الغازات.

ماذا عن العادات الجيدة؟

        1. حافظ على رطوبة جسمك

مما لا يثير الاستغراب، أن شرب الماء أمر بالغ الأهميّة في الصّيف. عندما ترتفع درجات الحرارة، يحافظ جسمنا على درجة حرارته مستقرة، مما يتسبب في فقدان الماء أكثر من المعتاد. لذلك ينصح الأطباء بشرب 1.5 أو 2 لتر من الماء يوميًا (الحد الأدنى هو ثمانية أكواب كبيرة من الماء)، واجتناب الماء شديد البرودة، والمشروبات الغازية. أما إذا كنت لا تستطيع الاستغناء عن فقاعات المشروبات الغازية، امزجها بالماء المعدني.

        2. اختبر الطعام الحي والنيئ

أولاً، وكما قلنا لك في بداية هذا المقال، قد يكون الصيف هو أفضل وقت في السنة لتنويع قائمة طعامك! فلماذا لا تستغل الأيام المشمسة لتناول الطعام نيّئًا؟ يعتبر موسم الصيف أغنى الفصول بالفواكه والخضروات، وكل منها فاتح للشهية ومنعش أكثر من الثاني. إبدأ بتناول قطعة من الفاكهة كل صباح. وللوصول إلى الشّبع، تناوله كما هو بدلاً من عصره. وهكذا، ستنتظر الغداء دون أي إحساس بالجوع. إن تغيير عاداتك الغذائية في الصّيف سيجعلك دائماً تشعر وكأنك تعيش حياة مختلفة في هذا الوقت من كلّ سنة، وبالإضافة إلى الفواكه والخضروات، يمكنك أيضًا تجربة أطعمة أخرى، مثل الحنطة السوداء والفواكه المجفّفة والبذور الزيتية. الأطعمة ’’سوبرفوود’’ أيضًا مناسبة جدًا لاتّباع نظام غذائيّ متوازن في الصّيف: سبيرولينا، توت غوجي، أجار أجار، أوراق نوري، شلوريلا، عشبة الماكا، الخروب، بذور الشيا…

اقرأ أيضا: كيف تتخلص من أصوات البطن المحرجة؟

        3. الأطعمة الأخرى المفضلة أثناء الطقس الحار

إنّ الخضروات النيّئة ستجد بسهولة مكانها على طبقك. يمكن تحضيرها كسلطة أو بمفردها مع القليل من الصلصة التي يمكن تحضيرها بعدة طرق. والشيء نفسه بالنسبة للفواكه الحمضية التي لا تحتوي على سكر، ولكنها غنية جدًا بالمياه. ما بديل الحمضيات؟ البطيخ بالطبع، لأته مليء بالماء وقليل السعرات الحرارية، ويُنقِّي الجسم ويَحْميه من ضربات الشّمس. ونظرًا لأن تناول الطّعام السّاخن في الصّيف يمثل تحدِّيًا كبيرًا للبعض، فإن الحساء البارد والعصائر تُعَدّ تنوعًا كبيرًا لإرضاء جميع الرغبات، مثل حساء الجازباتشو الشهير. كما يمكن أيضًا صنع العصائر بالخضروات الموسمية.
أما بالنسبة لمحُبِّي المأكولات البحرية ووصفات الأسماك، فيجب أن تدرك أنه يمكن تناول أي مجموعة متنوعة من الأسماك تقريبًا خلال الموسم الصيفي، لكن في حدود المعقول طبعاً، وليس أكثر من مرتين في الأسبوع. يجب أيضًا إضافة الزبادي الأبيض إلى القائمة الصيفية. لأنه يتكون من 80٪ من الماء، ويساعد على ترطيب الجسم، كما يعزز الهضم ويخفف من حروق الجلد.

ماذا نأكل في الصيف؟

        1. إفساح المجال للآيس كريم المائي محلِّي الصُّنع

خلافًا للاعتقاد الشائع، الآيس كريم يمكن أن يكون جزءًا من قائمة طعام صحيّة ومتوازنة، طالما أنه مصنوع في المنزل ومصنوع من الماء. لذا إفسح المجال لتناول السوربيه المُنكَّه والمثلجات، والاستمتاع بعد أو قبل الوجبة بالسوربيه لإرواء عطشك. ولتحضيره، كل ما تحتاجه هو قوالب الآيس كريم. أما عندما يتعلق الأمر بالمكونات، فيرجى إعطاء الأفضلية للخضروات والفواكه الطازجة الممزوجة بالماء بدلاً من الشوكولاتة أو الفانيليا.

        2. أطعمة يجب التعامل معها بحذر

البقاء منتعشاً ونشيطاً في الصّيف أمر بالغ الأهمية! منطقيّاً، الأطعمة التي يجب تجنبها خلال الموسم الحارّ هي مُدرّات البول. لذلك ينصح بتناول وصفات القهوة والشاي الأسود والكحول والمانجو والشمر والهليون والخرشوف، كما لا ينصح أيضًا بتناول الكربوهيدرات بجرعات عالية، حيث يصعب هضمها، مما يرفع درجة حرارة الجسم فقط. لذلك فإننا أن نَحُدَّ من المعجنات والحلويات والسكر المكرّر واللحوم الحمراء والأطعمة المقلية والجبن الصّلب والمعكرونة والأطعمة شديدة التوابل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
Tags:

سجل دخول بمعلومات حسابك

Forgot your details?