انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من الفيديوهات التي يقوم أصحابها بتقديم طرق لفلترة زيت القلي بهدف تنظيفه من الشوائب وبقايا عمليات القلي المتكررة تمهيداً لإعادة استعماله، ولم يعد الأمر قاصراً على الاجتهادات الفردية من قبل بعض الأشخاص، بل تخطاه إلى قيام البعض باستغلال غلاء أسعار الزيت ورغبة أصحاب المطاعم في مضاعفة أرباحهم ولو على حساب الصحة العامة، وقاموا بعمل مشاريع لتجميع زيت القلي ثم تنظيفه بطرق بدائية ربما تزيده تلوثاً، ثم يقومون بإعادة بيعه للمطاعم وهو ما يمثل خطورة شديدة على صحة المجتمع، حيث يتجاهل هؤلاء ما تسببه عمليات القلي المتكرر على التركيب الكيميائي للزيت، أو حتى نوعية عمليات القلي التي تمت عليه سواء كانت أسماك أو فلافل أو بطاطس أو باذنجان أو غيرها.. وهذا ناتج مما يعتقده كثيرون بصورة خاطئة أنه لا ضرر من الاستخدام المتكرر لزيت القلي، ويتجاهلون أنه بوصول الزيت لمرحلة الغليان فإنه يؤدي إلى تكسر الفيتامينات، ومن ثم تحدثُ مجموعة من التفاعلات الكيميائية التي ينتج عنها تكوين مركبات أخرى ضارة بالصحة.

ومساهمة منا في شبكة نصيحة في تقديم النصيحة لربة البيت للمحافظة على زيت القلي وتجنب فساده السريع، نقدم في هذا المقال علامات تؤكد فساد زيت القلي، وكيفية الحفاظ عليه لأطول مدة مناسبة، وطرق التخلص منه بطريقة آمنة.

أولا: أعداء زيت القلي التي قد تتسبب في فساده

لزيت القلي أعداء تساهم في تغير لونه ومذاقه وتسبب فساده وكذلك فساد الأطعمة، ونقدم لكم فيما يلي قائمة بها لنتعرف عليها:

1- الهواء

يجب الحد من التعرض للهواء بتغطية المقلاة في حالة عدم استخدامها وأثناء عملية الطهي. فعندما يتفاعل زيت الطعام مع الأكسجين الموجود في الغلاف الجوي يشكل هيدروبيروكسيدات من خلال عملية الأكسدة، عندما يتحلل هذا المركب، فإنه يؤثر سلباً على النكهة ويقلل من جودة الزيت، لذلك فمن الضروري الحد من التعرض للهواء بتغطية المقلاة في حالة عدم استخدامها وأثناء عملية الطهي.

2- تراكم الكربون

يعتبر تراكم الكربون من جزيئات الطعام أحد أهم العوامل التي تمنع إطالة عمر الزيت، من المحتمل أن تتكسر قطع الطعام وتسقط في قاع المقلاة، إذا واصلت استخدام الزيت نفسه لقلي كميات مختلفة من الطعام، فسوف تنقل بقايا الطعام السابقة روائح مختلفة، إلى جانب أنها تحترق أكثر في كل مرة يعاد فيها استخدام الزيت، ولذلك أفضل إجراء وقائي هو تنظيف المقلاة من الفتات دائما حتى لا ينقل النكهات غير المرغوب فيها.

3- الملح

الملح هو المكون الرئيسي في صنع طعام لذيذ، لكنه يعد أحد أكثر أعداء زيت القلي شيوعاً، إذ إنه أثناء القلي يعمل الملح عاملاً مساعداً ويسرع الأكسدة، مما يؤدي إلى أن يصبح الزيت أغمق في اللون، ويؤثر على مذاق الطعام.

4- الماء

نعلم جميعاً أن الماء والزيت لا يمتزجان، فالمياه تتسبب في تكسير الزيت أثناء القلي، وتتسبب الحرارة في تعرض الطعام للرطوبة وتؤدي إلى تحلل الزيت، يمكنك معالجة الموقف بطهي الأطعمة عالية الرطوبة في درجات حرارة منخفضة، ثم طهيها في درجات حرارة أعلى.

5- الضوء

قم بتخزين الزيت بعيداً عن أشعة الشمس المباشرة، إذ يسرع الضوء التفاعلات الكيميائية، بما في ذلك تحلل الزيت.

ولزيادة عمر زيت القلي، تجنبي تلك المخزنة في عبوات شفافة. إذا كان الزيت المفضل لديك يأتي في زجاجة شفافة، فخزنيه في مخزن بارد ومظلم، واحتفظي بالأغطية محكمة الإغلاق.

6- الحرارة

تعمل درجات الحرارة الشديدة على تكسير زيت القلي بشكل أسرع، الحل هو الحفاظ على الزيت في درجة حرارة القلي المثالية.

ثانياً: علامات تؤكد فساد زيت القلي

تتعرض زيوت القلي لتغيرات كيميائية أثناء التسخين والتعرض للضوء وكذلك أثناء التخزين، ويوضح المختصون علامات للزيت يسهل ملاحظتها بالعين للتعرف على مدى فساد زيت القلي أو صلاحيته للاستخدام، مثل:

– اكتساب الزيت اللون الداكن ويصبح مائلاً للسواد، وذلك بسبب احتراق بقايا المادة الغذائية فيه أو تركها في الزيت لفترات طويلة.

–  ظهور رائحة كريهة ونفاذة للزيت.

– انتشار رائحة المادة الغذائية المطهوة.

– وصول زيت القلي إلى نقطة الانحلال، ويمكن التعرف عليها عن طريق تصاعد دخان لونه مائل إلى الزرقة، يظهر قبل أن يصل الزيت لمرحلة الغليان.

– حدوث تغير في درجة لزوجة الزيت.

ثالثا: أضرار استخدام زيت القلي أكثر من مرة

قد يقوم البعض باستخدام زيت القلي بشكل متكرر وذلك بهدف التوفير، غير أن هذه الطريقة في الطهي قد تكون مسؤولة عن التسبب في مشاكل صحية خطيرة.

فالزيوت المستخدمة للقلي هي في الأصل دهون مشبعة وإعادة استخدامها تجعلها أسوأ، إذ إن الدهون المتحولة في الجسم تشكل خطراً كبيراً على الصحة.

ومن الممكن أن تكون لزيت الطهي فوائد كبيرة للصحة، غير أن هذه الفوائد قادرة على التحول ببساطة إلى مخاطر جمة عند سوء الاستخدام، كاستعمال زيت القلي بشكل متكرر.

وقد لا يدرك كثيرون أن هذه الطريقة يمكن وصفها بالسامة للغاية، لما قد تسببه من مخاطر صحية مرتبطة بأمراض القلب والسرطان والمشاكل الإدراكية مثل الخرف وألزهايمر.

فعندما يتعرض الزيت لدرجة حرارة عالية يتم تحويل بعض الدهون إلى دهون متحولة، كما أنه يتعرض لفقدان خواصه، مما يؤدي إلى إطلاق الجذور الحرة ذات التأثير الضار.

كما أن اتباع نفس العملية لفترة طويلة قد يقود إلى مضاعفات صحية، مثل السمنة وآلام المعدة وعسر الهضم وحتى أمراض القلب، إذ إن الاستهلاك العالي للدهون المتحولة يزيد مستويات الكوليسترول الضار في الجسم، ويؤدي لزيادة خطر الإصابة بالحموضة وحرقة المعدة.

رابعا: طرق آمنة للتخلص من زيت القلي

هناك ثلاث طرق للتخلص من زيت الطهي بشكل صحيح حتى لا يضر البيئة.

قد يؤدي التخلص من الزيت بطريقة خاطئة إلى جذب الآفات وإلحاق الضرر بمنزلك، ويضمن اتباع الطرق الصحيحة الحصول على أقصى استفادة من زيت الطهي، ويمكن التخلص منه بالطريقة الأفضل لمنزلك وبيئتك عن طريق:

– تجميد الزيت في وعاء

اتركي الزيت يبرد ثم ضعيه في وعاء محكم الغلق. وتضيف هيل بوكر طريقة أخرى وهي تجميد الزيت قبل وضعه في سلة المهملات، وبهذا يمنع تسرب الحاوية أو انسكابها.

– تخزينه وإعادة استخدامه

إذا تم استخدام الزيت مرة واحدة فقط، يمكنك تنظيفه وتخزينه وإعادة استخدامه في الطهي، يؤدي هذا إلى إطالة عمر الزيت قبل التخلص منه حتما.

قومي بتنظيف الزيت المبرد عن طريق تصفيته 3 مرات، ووضع الزيت في وعاء نظيف ومحكم الإغلاق وخزنه في الثلاجة، لا تقمي أبدا بتخزين الزيت المستخدم في درجة حرارة الغرفة، إذ إنه يفسد بسرعة، يستمر زيت الطهي المبرد والمخزن سليما لمدة 30 يوما.

عندما يحين وقت استخدام الزيت المخزن، أخرجي الكمية المطلوبة، واتركها تصل ببطء إلى درجة حرارة أكثر دفئاً على المنضدة لمدة 30 دقيقة أو طوال الليل.

كما أن مراكز إعادة التدوير تأخذ  زيت الطهي، وتعالجه لتحوّله إلى وقود، وفي الوقت الحالي توجد العديد من مراكز إعادة التدوير التي تصل إلى منزلك لأخذ الزيت.

خامسا: علامات رئيسية على عدم إعادة استخدام الزيت:

– الرواسب في القاع:

إذا كان الزيت المصفى يحتوي على رواسب تشبه غبار الفحم، فإنه لم يعد صالحاً لإعادة الاستخدام، قد لا تكون هذه الرواسب مرئية في الزيت المبرد، رغم أنها ظاهرة في الزيت بدرجة حرارة الغرفة.

– المواد الجيلاتينية في القاع:

إذا ظهر أن الزيت المصفى المخزن في الثلاجة يحتوي على مواد هلامية في الجزء السفلي، فإن الزيت لم يعد صالحاً لإعادة الاستخدام.

– الرائحة:

إذا كانت الرائحة الكريهة للزيت المستخدم ضعيفة، فلا يعاد استخدامه، فإن الزيت يكتسب طعم ورائحة الطعام الذي طبخه.

اقرأ أيضا:

نصائح ذهبية لغذاء صحي وسليم في الصيف

————————-

المصدر: مواقع اليكترونية

Tags:

سجل دخول بمعلومات حسابك

Forgot your details?