الزّوجين هم أقرب الأشخاص لبعضهما البعض، والثّقة بينهما لابد ألا تكون لها حدود، ولكن للأسف، يحدث بعض المواقف المعينة التي تهز أو تقلل من هذه الثقة ولا تجعلها متبادلة، فعلى كل زوجين حديثي الزواج أو حتى متزوجين منذ فترة أن يبنوا الثقة بينهما من أجل تعزيز العلاقة الوديّة بينهما من خلال زيادة الحُبّ والعطف والرّعاية لبعضهما.

الشهور الأولى من الزواج حاسمة

الشهور الأولى من الزواج هي أصعب فترة يمكن أن تمر على الزوجين. فكل طرف يعتبر الآخر غريبا عنه، فهما يريا بعضهما على الحقيقة لأول مرة، وفي كل المواقف الحياتية المختلفة. ففترة الخطوبة التي تسبق الإنتقال للعيش معا في منزل واحد، لا تعتبر محسوبة من الحياة الزوجية، لأن بسبب  المسئولية التي يتحملها كل طرف بعد الزواج في تكوين الأسرة ومع الضغط يبدأ كل منهما يتصرف بطبيعته، أو حتى بأصعب من طبيعته التي كان يتعامل بها طوال فترة الخطوبة. فعلى الزوجين توقع هذه الصعوبات حتى من قبل الزواج ليستطيعوا التأقلم والتصدي لهذا. ومن الجدير بالذكر إن أكثر حالات الطلاق التي تحدث تكون في هذه السنة الأولى. وإن إستطاع الزوجين الصمود في وجه مشكلات وخلافات هذه الفترة الصعبة، هذا يعني بأن تلك الأسرة قوية وتستطيع مواجهة الصعاب الحالية والمستقبلية.

شاهد أيضا:

الصدق جسر الثقة

الصدق منجى. فهو أسهل وأفضل الطرق للتعامل بين الطرفين، حتى لو كانت الحقيقة قد تتسبب في مشكلة، لكن المشكلة ستكون أكبر إن إكتشف طرف كذب الطرف الآخر عليه، لأنها ستصبح مشكلة في جسر الثقة بينهما، مما يضر بقوة هذا الجسر وربما لو توالت زلازل الكذب عليه لهدّمته تماما، وسيصبح من الصعب جدا بناء جسر أخر، وستكبر المشكلات العادية، وسيقدم الطرفين سوء الظن عند أي موقف، والتسامح سيصبح صعبا جدا، وبالتالي ستصعب العيشة والحياة بينهما، لكن إن ركز كل منهما على الصدق الدائم مع الطرف الآخر، سيحدث العكس تماما وسيقدم كل طرف منهما حسن النية، وسيصبح جسر الثقة بينهما متينا.

تجربة أمور جديدة بانتظام

 يُنصح بالقيام بأمور جديدة عند الخروج في مواعيد مع الزوج، فيمكن مثلاً الذهاب للمشي لمسافات طويلة، أو تجربة مطاعم غير تقليدية أو حتى تحضير الطعام الجديد والغريب في البيت معا، وغيرها من الأنشطة التي تساعد على التخفيف من الملل والضجر في الحياة الروتينية، ويسمح للزوجين بأن يحظيا بأوقات ممتعة.

اقرأ أيضا:

 

التسامح أفضل من العتاب

لا الزوجة ولا الزوج يحبّ ان يحاسبه الشريك عن كل صغيرة وكبيرة، فكلاهما يرغبان في الحصول على ثقة الطرف الثاني وتغمره السعادة. لذلك يبقى التسامح أفضل من العتاب الذي يولد البغض والنفور. فالعلاقة الزوجية الناجحة بين اثنين لا تعني بالضرورة أنهما متفقان في كل الأمور، بل تعني أن أحدهما يتنازل ويضحي ببعض المواقف، والآخر يتحمل مداورة.

 الاحترام المتبادل

الاحترام بين الزوجين فن وموهبة لدى الكثيرين، حيث يساعد في تحقيق حياة زوجية سليمة ومستقرة بالنسبة لهم ولأبنائهم. إذ من المهم توفر احترام متبادل خصوصا لنقاط الضعف والنقاط الحساسة لكل من الزوجين، فإذا كان الزوج لا يتحمل سماع أي نقد عن والدته، فإن الزوجة لا تحتمل السخرية من محاولاتها الفاشلة في فقدان الوزن، بل وتنتظر التقدير والاحترام لما تبذله من جهود مضنية لإسعاد أسرتها، فعلى الزوجين أن يحرصا على ذلك لأنه يعمل بالأساس على تحقيق السعادة بينهما.

إقرأ أيضا: دور رائحة الجسم في إنجاح العلاقة الحميمة

إبداء الاهتمام

الزوج دائم الانشغال بعمله وهو عالمه، والزوجة دائمة الانشغال بأمور البيت والأطفال وهو عالمها. لذلك على الزوجة اطلاعه على ما يجري، حتى في الأمور المحسومة مسبقا، لتشعره بأن له موقعا مهما في بيته. كما يجب على الزوج تحديد بعض الوقت لقضائه مع الزوجة ومفاجئتها بهدايا من حين لاخر، وعلى الزوجة أن ترسل بطاقات رومانسية إلى مكتبه أو على هاتفه النقال. كلها أشياء بسيطة لكنها كافية لتعبر على أنهما يهتمان بالعلاقة بينهما كما يهتمان بالجوانب الأخرى من حياتهما. وقد يظنّ البعض أنّ الأفعال تغني عن الكلام في الحُبّ، إلا أن هذا اعتقاد خاطئ، لذلك يجب على الزّوجينَ ألّا يغفلا عن التعبير لبعضهما عن مشاعرهما، فذلك مهمٌ في تعزيز الشعور بالاطمئنانِ والأمان.

اقرأ أيضا:

 

بعد فترة طويلة من الزواج قد يحتاج أحد الزوجين إلى فترة راحة أو الجلوس مع النفس قليلاً، لذلك يجب أخذ الاحتياطات في هذه الفترة التي قد يعم فيها التوتر و القلق، و تكثر الغيرة والخوف، و تبدأ الثقة بالانعدام والتراجع، فيجب على الطرف الآخر أن يتفهمه و يصبر عليه وأن يقف معه في كل خطوة حتى يتجاوز هذه المرحلة، بل من الممكن أن تكون هذه الفترة تجربة إيجابية لخلق فرص جيدة لتحقيق مدخلات جديدة بالعلاقة.

ـــــــــــــــــــــــ

إقرأ أيضا: كيف أعرف إذا كان الوقت مناسبًا لأصبح أمًّا؟

Tags:

سجل دخول بمعلومات حسابك

Forgot your details?