هَكَذَا إثْنَيْنِ مِنَ الكَائِنَاتِ يَجْتَمِعَانِ، إنَّهُ انْدِمَاجٌ عَالَمَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ. بَعْدَ أَنْ كَانَ لِكُلِّ شَخْصٍ مِنْهُمَا حَيَاتَهُ الخَاصَّةِ وَعَادَاتِهِ قَبْلَ مُقَابَلَةِ شَرِيكِهِ.
مَعَ الوَقْتِ، يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الاِخْتِلَافَاتِ مَصْدَرَ سُوءِ فَهْمٍ رَهِيبٍ. فإذَا كُنْتَ تُوَاجِهُ صُعُوبَاتٍ فِي زَوَاجِكَ إِلَى حَدِّ الرَّغْبَةِ فِي الاِنْفِصَالِ أَوِ الطَّلاَقِ، فَاقْرَأْ هَذِهِ المَقَالَة، وَسَتَعْرِفُ كَيْفَ تُنْقِذُ زَوَاجَكَ حَتَّى لَوْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَمَلٌ.

الحياة كزوجين، طريق طويل محفوف بالمخاطر

أثناء التعارف في الأيام الأولى واللّقاءات، يسعى كلا الشريكين إلى إرضاء الآخر. وميكانيكيًا في بعض الأحيان، يحجب المرء النقاط السلبية عن الطرف الثاني. لكن بمجرد أن يقرر الشريكان العيش معًا، تكون المشكلات على استعداد للعيش معهما أيضا. في قاعدة حياة الزوجين المضطربة، فإن المشكلة الأولى التي تواجههم هي قلة التواصل. لأن الشركاء لا يتحدثون مع بعضهم البعض أو مقلّون جدًا في فعل ذلك. فلا يتحدثون عن مشاعرهم أو نجاحهم أو فشلهم. وبسبب التراكمات، قد ينتهي الأمر بأحد الشركاء إلى الانهيار العصبي. والثانية هي مشكلة النشاط الجنسي. فالنشاط الجنسي هو أحد الأشياء التي تزيد من المشاكل في حياة الزوجين. لأن كل شريك يريد إرضاء رغباته وأيضا إرضاء الأوهام التي في مخيلته. وعندما يكون الشريك الآخر غير جاهز، فإن ذلك يولِّد إحباطات كبيرة قد تؤدي أحيانا إلى الخيانات الزوجية.

وهناك مشكلة أخرى تهمّ الشركاء الغيورين، والذين أصبح عندهم السؤال حول ’’كيفية إنقاذ الزواج’’ روتين الحياة لديهم. لأن الغيرة المرضية تزعج العلاقة الزوجية وتزعزع استقرارها، وتكشف عن انعدام الثقة فيها. أما بالنسبة للأزواج الذين يعيشون مع أطفال، فإن تعليم الأطفال هو عالم آخر يُسبب المشاكل والصراع وسوء الفهم بينهم. هناك أيضا مشكلة أخرى لدى المرأة التي تستنفد قواها عند القيام بالأعمال المنزلية وحدها، إنها تشعر طول اليوم بالإحباط والحزن وتتخبط في المشاكل. حينما نتزوج، فذلك ليس من أجل أن تطبخ المرأة وأن يأكل الرجل. ولكن لطهي الطعام معا وتناول الطعام معا. وبهذه الطريقة يتِمُّ إنشاء التناغم، وفَهْمِ الشريكين لبعضهما البعض بشكل أكبر، فتبقى المشاكل بعيدة عنهما.

إحياء الشعلة في قلب الشريك، كيف نفعل ذلك؟

الخطوة الأولى في الإجابة على السؤال حول ’’كيفية إنقاذ الزواج’’ هي إجراء تحليل للمشكلة الحقيقية من طرف الزوجين. فَبِدونِ معرفة المشكلة التي يجب حلُّها، ستذهب الإجراءات والمشورة في جميع الاتجاهات دون تحقيق نتائج.
فهل مشكلتك في التواصل؟ شريك حياتك لا يرضيك جنسيا؟ لا يخصص من أجلك ما يكفي من الوقت؟
إنه من المناسب للزوجين إجراء تحليل للوضع والاتفاق على المشكلة التي يواجهونها. لأن في بعض الأحيان، قد يكون لدى كلا الشريكين فهم مختلف للمشكلة، وتنفيذ الإجراءات المتهورة قد تدفعهم إلى الأزمة أكثر. لذلك فإن تحديد المشكلة تمكِّن الشريكين من الاتفاق على النهج الواجب اتباعه لحياة زوجية مستقرة. وفي هذه المرحلة، يمكن أن تساعدك الخطوات الثلاث التالية في الوصول إلى الهدف:

  • البحث عن حلول ثنائية الاتجاه

إذا توصل الشركاء إلى طرح السؤال حول ’’كيفية إنقاذ الزواج’’، فهذا يعني أنهم يريدون فعلا إصلاح الوضع. وبعد ذلك يمكن لهم البدء في العمل على إنقاذ العائلة. والسر الحقيقي لإنقاذ العائلة عندما يبدو كل شيء ضائع هو الجهد. وإذا كانا الزوجان مستعدان للاستثمار في هذه الجهود، فإنهما سيتوصلان حتما وبنفسهما إلى حلول ناجعة للأزمة. فإذا كانت المشكلة سببها قلة التواصل أو انعدامه، فلابد من الانفتاح، والتحدث إلى شريك حياتك لحمله على الانفتاح عليك في المقابل. وبدلاً من الصراخ أو الإحباط، قُدْ شريكك إلى ما تريده من خلال مساعدته وتمهيد الطريق له: ما عليك سوى قول ما تريد أن يفعله شريكك من أجلك، وافعل ذلك من أجله أولاً ثم من أجلك. إذا لم تكن الإجراءات والحلول الوسط متبادلة، فإن حلّ معادلة ’’كيفية إنقاذ رباط الزواج’’ تصبح أكثر تعقيدًا. وللخروج من كل ذلك، يجب على الزوجين اللجوء إلى شخص خارجي.

  • الاستماع إليهما من قبل شخص خارجي

عندما يَتَعنَّتُ أحد الشركاء من أجل عدم إضعاف الأنا أو سلطته، يمكن للزوجين خلال هذه الأزمة التفكير في إنقاذ زواجهما، وذلك باللجوء إلى أخصائي العلاقات الزوجية، وهو طبيب نفساني أخصائي في العلاقات الأسرية. ودوره هو الاستماع إلى مشاكل الزوجين وتحليلها دون تحيز، لأنه يتدخل بين الزوجين كشخص دراية. عندما يكون زواجك في ورطة، يمكن لأي شخص أن يقدم لك المشورة والنصيحة، لكن نصيحة الطبيب النفسي الزوجي تأتي من تدريبه وقدرته على فهم مشكلة الزوجين بعين حريصة، وغالبًا ما تكون أفضل من عين الزوجين نفسها.
بالإضافة إلى تحليله الخاص للمشكلة، يستجيب الطبيب النفسي بشكل أكثر فاعلية للسؤال حول ’’كيفية إنقاذ الزواج’’، وذلك من خلال مساعدة الزوجين على فهم المشكلات التي يواجهونها. يمكن أن يؤدي فهم هذه المشكلات إلى دفع الشركاء للبحث في دواخلهم، وفهمِ أن مشكلتهم في الواقع تأتي فقط من قصصهم ومشاعرهم الشخصية. حينها يجد الشركاء حلولًا يمكنهم تجربتها بأنفسهم. وفي نهاية كل علاج زوجي، يتم التوصل إلى نتيجتين ممكنتين: المصالحة أو الانفصال. إذ يمكن للعلاج أن يؤدي إلى مساعدة الشركاء على رؤية بعضهم البعض بطريقة جديدة وإحياء الشعلة بينهم، أو يمكن أن يؤدي بهم إلى إدراك أنهم ليس لديهم نفس الأهداف، ولا نفس الأحلام … وأنهم ببساطة لم يخلقوا لبعضهم البعض.

  • اللجوء إلى استشاري الزواج والأسرة

واستشاري الزواج والأسرة هو الشخص الذي يساعد الأزواج على حد سواء في العلاقة الحميمة وفي العلاقة مع عائلاتهم. ويمكن أن يكون شخصًا يستطيع الإجابة بفعالية على السؤال حول ’’كيفية إنقاذ الزواج’’، بمعنى أنه يساعد كلا الطرفين على تقييم علاقتهما وتحليل حالتهما الحالية، والتعبير عن مشاعرهما واستياءاتهما وتوقعاتهما واحتياجاتهما بشكل أفضل للتواصل، وإيجاد حلول ملموسة لحياة مرضية للزوجين.
على عكس الطبيب النفسي الذي يأتي بالشركاء للحديث عن ماضيهم، فإن استشاري الزواج والأسرة يبدأ سجله منذ اللحظة التي بدأ فيها الزوجان مغامرتهما دون القلق من جروح الماضي. وهذا الجانب من الشيء يمكن أن يعرض النتائج للخطر. ولكن نظرًا لكونه ليس علاجًا، بل مساعدة فقط، فإن هذا الإشكال غير مطروح. ويبقى الأمر متروك للزوجين للاختيار بين العلاج والاستشارة. ولكن الخيار سيعتمد على المشكلة نفسها التي يواجهها الزوجان. فإذا كانت هذه مشكلة ناتجة عن الماضي، مثل مشكلة علاقات فاشلة سابقة أوخيبات الأمل على سبيل المثال، فإن العلاج سيكون الخيار الأفضل.
لم يعد لديك الحق في أن تسأل نفسك السؤال عن ’’كيفية إنقاذ زواجك’’ دون العثور على إجابة. قم بذلك فوراََ وافعل ما عليك القيام به.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Tags:

سجل دخول بمعلومات حسابك

Forgot your details?