كيفية التشجيع على الصلاة منذ الصغر

تبدأ التربية الدينية للطفل منذ الصغر، ويعتمد الطفل على المشاهدة والتقليد قبل التلقين. فنجد أنه عندما يشاهد الطفل الصغير في سنواته الأولى أمه وهي تصلي يبدأ في الجلوس أمامها أو بجوارها ويقلد حركاتها أثناء الوقوف والركوع والسجود. وعندئذ ليس علينا أن ننهر أطفالنا أو نمنعهم من ذلك، بل على العكس علينا أن نعرف أنه من المستحب مشاهدة الطفل لأبويه وهم يصلون، وكذلك علينا بدء تعليمهم سور بسيطة من القرآن الكريم فور بدئهم النطق والكلام. وكما يكون تدريب الطفل على القيام ببعض الأشياء بنفسه وتعليمه الاعتماد على النفس في تناول الطعام وترتيب ألعابه، علينا أيضاً أن ندرب أطفالنا ونعودهم على الصلاة بطريقة تدريجية حسب عمرهم وليكن التشجيع على الصلاة أولى خطواتنا في تربية أطفالنا.

كيفية التشجيع على الصلاة والالتزام بها؟

مرحلة السنوات الأولى

تبدأ هذه المرحلة عند بلوغ الطفل الثانية حتى وصوله سن السادسة، ويكون الطفل في هذه السنوات ما زال لا يدرك الواجبات، وليس مكلفاً كذلك بأداء العبادات، لكنه يكون خامة مرنة للتعلم والتدريب. ولنا في تلك المرحلة أن نستغل حب الطفل في التقليد، وخاصة تقليد والديه وإخوانه الأكبر سناً، فعلى الأم وهي الأكثر تواجداً مع الطفل في تلك السنوات، الصلاة أمام طفلها، وأخذه وقت الصلوات ليجلس بجوارها ويمكنها كذلك تشجيعه بشراء سجادة صلاة صغيرة ذات لون جاذب له ويمكن كذلك لوالده أن يأخذه إلى المسجد وخاصة في صلاة الجمعة ليعتاد الجلوس في المسجد والاستماع للخطاب الديني.

وللفتيات يمكن للأم أن تشتري لطفلتها إزار شرعي للصلاة واصطحابها في صلاتها داخل المنزل أو خارجه. علينا في هذه الفترة ترك الطفل ليقلد حتى لو لم يحفظ الصلاة، وعدم نهره إذا أصدر صوتاً أو نطق كلاماً خارج الصلاة، علينا بعدها أن نوجهه بأنه لا يجب عليه اللعب أثناء الصلاة، وعليه أن يصمت وينصت، وعليه كذلك ألا يشتت المصلي أو يمر أمام من يصلي في المسجد أو العبث والبكاء. نبدأ في هذه المرحلة تحفيظ الطفل سورة الفاتحة وأي من السور القصار البسيطة.

المرحلة من سن الخامسة إلى السابعة

وفيها نعد الطفل للتكليف بالصلاة وعليه في هذه الفترة معرفة الصلاة ومواعيدها، قراءة الفاتحة وسور قصار بإتقان، وعليه كذلك التدريب على الوضوء بمساعدة والديه، ويعتبر شهر رمضان المبارك من أفضل الفترات لتعليم الطفل الصلاة، ففي هذه السن يكون قد بدأ بالصيام لساعات من النهار، وعلينا أن نعلمه أن الصلاة فرض على كل مسلم، وننبه إلى مواعيد الصلاة ويستحب أن يرافقنا في أداء صلواتنا. ولا زلنا في هذه المرحلة ندرب الطفل على الصلاة ونصحح له أخطاءه بكل حب ولين ولطف، ولا ننهره أو ننقده على أخطائه حتى يحب العبادة ويلتزم بها ويعرف أن الصلاة جزء أساسي من يومه لا يمكنه النسيان أو التقاعس عن أداءها.

على كل أب وأم أن ييسر لأطفاله الوضوء وأداء الصلاة، فعلينا أن نوفر له الماء الدافئ للوضوء في الشتاء، ونوفر له مكان مناسب للصلاة بحيث لا يثنيه البرد عن القيام للوضوء وأداء صلاته، ويمكنا كذلك البدء في أسلوب الثواب والترغيب، فمثلاً، يمكن للأم عمل لوحة جدارية صغيرة تضعها في المطبخ أو في مكان الصلاة، وترسم فيها جدول لأيام الأسبوع، بجوار كل يوم تضع خمس خانات وتشتري رسومات لاصقة يحبها الطفل، وعند انتهاء الطفل من صلاة العصر مثلاً، تلصق له في الخانة المخصصة لصلاة العصر قلباً أو نجمةً أو حتى تعطيه إياها ليلصقها. وإذا ما كان الطفل من محبي مشاهدة برنامج معين في وقت العصر، على الأم أن تقول له إذا ما انتهيت من صلاتك يمكنك مشاهدة البرنامج،

وفي نهاية الأسبوع تضع له جائزة متفق عليها وتعطيه إياها في إطار التشجيع على الصلاة في مرحلته التمهيدية. في هذه المرحلة، لا يهم كثيراً أن يقوم الطفل بالركعات كاملة في الصلوات مثل الظهر والعصر والعشاء مثلاً، لكن يجب على الأم أن تضع خطة زمنية كي ينتهي طفلها من القيام بجميع الركعات في خلال شهر مثلاً، وعند هذه المرحلة تبدأ في محاسبته لماذا لم يستكمل صلاته بركعاتها؟ ويكون هذا بطريقة ودية وليست فيها هجوم.

مرحلة مادون سن المراهقة

وتبدأ فيها بعض الصفات التي لم تكن فيه من قبل، مثل الاستقلالية، والتعلم من زملائه، وقد يتعلم الطفل من أقرانه المخالفة للوالدين، أو عدم الانصياع لأوامرهم كما كان طفلاً، ولكن هنا تبقى التعاليم التي غرسناها في أبنائنا في صغرهم هي المسيطرة بشكل كبير على شخصيتهم. هنا يمكننا أن نبدأ في معاملة أبنائنا بطريقة أكثر نضجاً، يكون الكلام والإقناع عنصراً هاماً، وكذلك يمكننا السؤال بطريقة مباشرة لماذا لم تصلي العصر؟ قم لنصلي معاً، ويمكن للأب اصطحاب أبنائه الذكور إلى المسجد وعليهم أن يعلموا أن الصلاة قبل أي شيء، وأنها هي سر النجاح سواء في الحياة أو للفوز بالجنة في الآخرة.

ـــــــــــــ

المصدر : تسعة

Tags:

سجل دخول بمعلومات حسابك

Forgot your details?