يُوَاجِهُ كُلٌّ مِنَّا العَدِيدَ مِنَ المَرَاحِلِ المُخْتَلِفَةِ وَالمَوَاقِفِ المُؤْلِمَةِ فِي الحَيَاةِ، بَعْضُهَا يَكُونُ صَعْباً، وَقَدْ يُؤَدِّي إِلَى خَيْبَةِ الأَمَلِ وَالحِقْدِ وَالكَرَاهِيَّةِ. إِنَّ مَدَى صُعُوبَةِ مَوَاقِف مُعَيَّنَةٍ بِالنِّسْبَةِ لِلْفَرْدِ الوَاحِدِ، مَا هِيَ إِلَّا تَجْرِبَةٌ شَخْصِيَّةٌ، الْأَمْرُ اَّلذِي يُفَسِّرُ وُجُودَ عَدَدٍ مُخْتَلِفٍ مِنَ المَوِاقِفِ الَّتِي قَدْ تُشْعِرُنَا بِالتَّحَدِّي وَالرَّغْبَةِ فِي الانْتِقَامِ، إِلَّا أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى المَرْءِ تَنْقِيَةُ قَلْبِهِ، وَالاِبْتِعَادُ عَنْ سَفَاسِف الأُمُورِ وَصَغَائِرِهَا، وَإِعَادَةُ الثِّقَةِ بِالآخَرِينَ، حَتَّى يَنَالَ الرَّاحّةَ النَّفْسِيَّةِ وَالسَّعَادَةَ فِي الدُّنْيَا، وَينَالَ مَحَبَّةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَغْفِرَتِهِ فِي الآخِرَةِ.

ويتأكد ذلك من خلال هذه الآية الكريمة: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )، وفي آية آخرى يقول عز وجل: (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) صدق الله العظيم

 تابع القراءة عزيزي، لتتعرف على مجموعة من النصائح المساعدة على التسامح والنسيان

1. أخذ العبرة من التجارب السابقة

 كلُّ ما تمرّ به في حياتك من التجارب المختلفة، الإيجابية منها أو السلبية، ما هي إلا خبرات جديدة تضاف إلى مكتسباتك، ودروساً تعلمك وتوجهك لتكون إنساناً أوعى من السابق، لذلك لا بدّ أن تصفح عن الآخرين وتحاول أن تنسى الإساءة، وتتجنّب مشاعر الحقد السلبية. ركز دائماً على العاطفة ودع قلبك يتكلم، ففي كل ذلك هدوء لنفسك وتجديد لها.

2. البحث عن السعادة

كما جُبل الإنسان على الخطأ، فإنه يجب أن يجبل كذلك على المسامحة والمغفرة. لذلك عليك أن تتذكّر كافة الأعمال الجيدة التي قام بها الأشخاص المحيطين بك، فذلك من شأنه أن يسهّل عليك الصفح والتجاوز عن أخطائهم. صدقني عزيزي، لن تنعم بالسعادة إلا إذا بحثت عن الصفات الإيجابية الموجودة فيهم، بدلاً من التركيز على صفاتهم السلبية فقط. 

 3. الإحساس بالخطأ والاعتذار

كل من يخطئ ولا يبادر بالاعتذار عن الخطأ هو إنسان ضعيف، لأن الاعتذار من شيم الأقوياء. بادر بالاعتذار عن الخطأ لمن أخطأت في حقهم، ولا تحاول بحال من الأحوال أن تُصِرَّ على الخطإ، أو أن تجد حرجاً في الرجوع عنه، أو عن أي تجاوزات صدرت منك. ربما ستحتاج إلى بعض الوقت لفعل ذلك، لكن التمادي سلوك أحمق.

4. تعويد النفس على السماح

التسامح قضية بينك وبين نفسك، لا علاقة لها بمن أسئت له. وعدم السماح حمل ثقيل على كاهلك، بل قتل بطيء لنفسك. اعلم عزيزي أن التسامح ليس تنازلاً عن كرامتك أو حقوقك، بقدر ما هو مَنْجاةٌ من المشاعر السلبية التي تسيطر عليك، وتُنَغِّصُ حياتك. حاول التحدث مع النّفسِ بصوتٍ عالٍ لتعْويدِها على الصَّفح والمغفرة، لقد أشارت أبحاث متزايدة إلى أن التحدث إلى النفس بصوت مسموع وبكلمات إيجابية، يمكن أن يكون له تأثيرٌ فعالٌ وعظيمٌ على مشاعر الإنسان وأحاسيسه، وأن يساعده على زيادة التركيز والثقة بالنفس، بل هو أول طريق النجاح.

5. التركيز والتحلي بالهدوء 

مهما وقع، الحياة يجب أن تستمر. ولأن طاقتك يجب أن تكون مسخَّرةً لتسعد في حياتك، فلا تنتقم أو تفكر بالإساءات مدى الحياة، بل يجب عليك أن تكون قوياً، وذا موقفٍ ثابتٍ لا يتأثر بمشاعر الآخرين وردود أفعالهم. لذلك لا تقابل الغضب بالغضب، والاساءة بالاساءة، والحقد بالحقد، لأن هذا سلوك خاطىء، وفي المقابل أظهر مزيداً من رجاحة العقل والتحلّي بالهدوء، وكثيراً من مشاعر الحبّ والصفح والمغفرة في التعامل مع الأمور كلها.

ـــــــــــــــــــــــ

إقرأ أيضا:  مفاسد الخلاف على الفرد والمجتمعات

Tags:

سجل دخول بمعلومات حسابك

Forgot your details?