تتمتع تونس بمرتبة عالية في عالم السياحة والسفر رغم صغر حجمها على الخارطة، فهي من البلدان التي تشهد إقبالا متزايدا من الزائرين سنويا، حيث تتمتع بمناخ معتدل جميل وتتنوع الفنادق والأنشطة السياحية فيها بين الثقافة والتاريخ العريق والمنتجعات الفخمة والجزر والشواطئ الخلابة، وهي من الوجهات السياحية منخفضة التكلفة وتناسب الرحلات العائلية والشبابية، تعالوا معنا في رحلة سريعة إلى أشهر الأسماء والمعالم والمدن السياحية التي تستحق المشاهدة في رحلتكم القادمة إلى تونس.
في هذا المقال
1-العاصمة تونس … حين يتكلم التاريخ!
يطول الحديث عن العاصمة التونسية التي احتضنت الحضارات والأمم على مر العصور، وكي نُنصف قائمتنا السياحية عن تونس لابد أن نستهلها بالعاصمة المدهشة، فجولة سريعة في أرجاء المدينة القديمة أو “العتيقة” كفيلة بأن تأخذ المرء في رحلة عبر الزمن، للعودة إلى العصور الغابرة. يمكنكم حجز فندق في مدينة تونس حيث يستقبلكم “باب البحر” الذي يقسم الحي القديم عن الحديث في المدينة، وما أن تعبر فيه حتى تنتقل بمصباح سحري إلى عالم جميل من الخرافة والإبهار، عشرات المحلات التي تعرض مختلف المصنوعات اليدوية والملابس والعطور والبهارات وغيرها، وتبدأ الرحلة في الأزقة الضيقة التي تحيطها الأبنية الأثرية والمساجد والمآذن والمدارس والمقاهي الخجولة، والحي القديم أشبه ببازار ضخم تعلوه أصوات الباعة وصخب الازدحام، ولا تستسلم بسهولة لأول سعر يعرضه عليك التاجر، بل مارس مهارتك في الاقناع للوصول إلى سعر يرضيك.
ستأخذك جولة التسوق إلى “جامع الزيتونة” الذي لابد من الاستراحة فيه وخاصة في أيام الصيف الحارة، ويُعد جامع الزيتونة أشهر معالم مدينة تونس ومن أقدم المساجد في العالم العربي، إذ يعود بناؤه إلى عام 732 م، وقد كان منارة للحضارة وقبلة للعلم وجامعة يسعى إليها القاصي والداني لينهل من عطائها، أما اليوم فالباحة الداخلية هي موطن للسكينة والهدوء بعيدا عن ضجيج الأسواق، وتطل المئذنة الشامخة على مدينة تونس العتيقة كشاهد في جعبته الكثير من الأسرار والحكايا، وعلى مقربة من الجامع يقع “سوق العطارين”، وهو من أشهر الأسواق القديمة في تونس، حيث يعرض مختلف العطور والاكسسوارات وتجهيزات الأعراس وغيرها.
وفي القسم الحديث من تونس؛ توجد “ساحة القصبة” التي تؤرخ للثورات والحركات السياسية التي شهدتها البلاد، وهي مثالية للتنزه والمشي وتناول الشاي في أحد المقاهي الجميلة التي تحيطها، ولا يمكن أن نذكر تونس دون أن نتطرق إلى “متحف باردو” الذي يُعد واحدا من أكبر متاحف العالم التي تعرض لوحات الفسيفساء الرومانية التي تعود إلى ما قبل الميلاد، حتى لو لم تكن مغرما بالمتاحف؛ ستنبهر بالتأكيد بلوحات الفسيفساء والمنحوتات الرائعة المدهشة التي تُعرض في عدد من القاعات المصنفة بحسب التاريخ والموضوع، واحرص على التقاط الصور التذكارية التي لا تتكرر والاستراحة أيضا في المقهى الهادئ التابع للمتحف.
2- مدينة سوسة … جوهرة الساحل
تستمر الرحلة الساحرة في تونس مرورا بمدينة سوسة التي تبعد عن العاصمة قرابة ساعتين بالسيارة باتجاه الجنوب، وتُلقب سوسة بجوهرة الساحل التونسي، وهي من المدن التي تتمتع بطابع خاص، حيث عبق الماضي يعطر الأجواء والسماء والبحر الجميل، ويُعد “المتحف الأثري” في سوسة ثاني أكبر المتاحف في تونس بعد متحف باردو، ويقع على هضبة مطلة على المدينة ويمكن رؤيته بسهولة من أي مكان، ويحتضن المتحف باقة من أجمل لوحات الفسيفساء الرومانية ومن أشهرها لوحة “الإله نبتون”، ويستغرق استكشاف المتحف قرابة ساعة من الزمن مع رسوم رخيصة للدخول، ومقهى جميل مع “تراس” مطل على سوسة والبحر.
كما تمتاز المدينة القديمة بالأسواق التقليدية الرائعة التي تعرض مختلف المنسوجات والمصنوعات اليدوية، بالإضافة إلى أسواق التوابل ذات الرائحة القوية والألوان المميزة وأسواق الأسماك، كما يمكنكم حجز فندق بالقرب من رباط سوسة الذي يقع على مقربة من أسواق سوسة القديمة، وهو عبارة عن قلعة وحصن يعود بناؤه إلى القرن الثامن الميلادي، وهو من أهم الآثار الإسلامية التي مازالت تحتفظ برونقها وبريقها في تونس، ويمتاز ببرجه الأنيق المطل على البحر والمثالي لالتقاط الصور، أما متحف “دار الصيد” فهو نوع آخر وخاص من المتاحف، فقد تحول هذا القصر الذي كانت تملكه إحدى العائلات الثرية في سوسة إلى متحف للزوار، ويأخذك المتحف إلى عالم خرافي من الزركشات والديكورات والجدران الملونة والمزينة والأثاث الفخم المبهر، مع شرفة جميلة مطلة على المدينة، ومن التجارب المميزة في سوسة زيارة “مدينة الزهراء بارك” التي تم تدشينها حديثا في قلعة سوسة لتتحول الأحجار الصامتة إلى مسرح راقص ومهرجان يقدم شتى عروض التمثيل والرقص والفلكلور التي تقص تاريخ 3 آلاف عام في تونس ويقدمها عشرات الممثلين، مع أطباق لذيذة من أشهى الأطباق التونسية لتكتمل اللوحة الفنية على أكمل وجه، فلا تترددوا بحجز أحد فنادق مدينة سوسة للتمتع بكل ما تُقدمه هذه المدينة التي تعتبر ببساطة تحفة فنية من الطراز الأول.
3- الحمامات … المنتجع الأول للتونسيين
يمكنك التخطيط لرحلة يوم واحد ذهابا وإيابا من العاصمة تونس إلى مدينة الحمامات التي تبعد قرابة 65 كم عن العاصمة، أو حجز أحد الفنادق في الحمامات إذا كانت وجهتكم المفضلة هي البحر والشواطئ، وهي من الأماكن المحببة للترفيه والعطلات ويتوافد عليها التونسيون والأجانب على حد سواء، وتمتاز هذه المنطقة بطقسها الجميل المعتدل حتى في شهور الصيف الحارة، ومن أشهر المعالم التي يمكن زيارتها في الحمامات “القصبة” أو القلعة الأثرية التي تطل على البحر والمدينة وتشتهر بالمقهى الذي يملك إطلالة ساحرة ويقدم أطيب شاي بالنعناع، وتمتاز فنادق مدينة الحمامات ومنتجعاتها السياحية بالفخامة والحداثة، حيث يمكن للزائر أن يجدها في “حمامات الياسمين”، والتي تُعد من المناطق السياحية الشهيرة والتي تلقى إقبالا كبيرا من الزائرين لتونس.
تضم المنطقة شاطئا رمليا ممتدا ونظيفا ومرسى لليخوت حيث يمكن حجز رحلات بحرية في هذا المكان، بالإضافة إلى عشرات الأسواق والمولات والمطاعم والفنادق الحديثة الأنيقة، وبالقرب من الشاطئ يقع متنزه “قرطاج لاند” الذي يوصف بأنه أكبر مدينة ألعاب في إفريقيا، وقد تم تصميم هذه الحديقة على النمط الإفريقي، وتنتشر فيها الشلالات والتماثيل والبحيرات وتضم مجموعة من الأقسام المتنوعة، وتضم ألعابا مائية ترفيهة وألعاب ملاهي مناسبة للكبار والصغار، بالإضافة إلى عدد كبير ومتنوع من المطاعم العالمية والعربية، وإذا كنت بالقرب لا تفوت فرصة زيارة “فيلا جورج سيباستيان”؛ هذه الفيلا التي كان يملكها أحد المشاهير الفرنسيين والتي تحولت اليوم إلى مزار سياحي وثقافي حيث يتم إقامة الحفلات الغنائية والعروض المسرحية على المسرح الروماني فيها، بالإضافة إلى حديقة داخلية مسورة رائعة وبركة مياه والعديد من الأشجار والأزهار لمزيد من الاسترخاء والانسجام، وختامها مسك مع جولة تسوق مبهرة في سوق الجمعة الذي يُقام في مدينة نابل على بعد 11 كم من الحمامات، حيث تُعرض مختلف أنواع المصنوعات اليدوية والملابس والأقمشة والسجاد والخزفيات والتوابل والشاي والأطعمة والحلويات وغيرها الكثير مما لذ وطاب وقلّ سعره.
4- مدينة المنستير … سياحة هادئة وتسوق
تقع مدينة المنستير بالقرب من مدينة سوسة وعلى بعد ساعتين تقريبا من العاصمة تونس، وهي من المدن الهادئة الغير مزدحمة بالسائحين، ويُعد “ضريح بورقيبة” أهم المعالم الشهيرة في هذه المدينة، ويقع الضريح في قلب المدينة ويمكن الدخول إليه مجانا، وتمتلك المنستير مرفأ صغيرا ولكنه جميل ويضم مجموعة من اليخوت وشبه جزيرة مثالية تماما للمشي وخاصة في أوقات المساء ويحيطها عدد من المقاهي والمطاعم، بالإضافة إلى كون هذه المنطقة تضم مجموعة من أفضل فنادق مدينة المنستير، أما القلعة أو “الرباط” فهي من المعالم المهمة أيضا في المنستير، ويعود بناؤها إلى القرن التاسع الميلادي وتضم متحفا صغيرا وتبلغ رسوم الدخول 7 دينار تونسي، وتمتلك القلعة إطلالة خلابة على البحر والمدينة وتتحول ليلا إلى لوحة مضاءة في غاية الجمال.
كما يتوفر في المنستير مجموعة من المدن الترفيهية والحدائق مثل متنزه “سبرنغ لاند” الذي يحوي ألعابا مسلية للأطفال وعدد من المطاعم والمقاهي بتكلفة دخول 20 دينار، وإليكم هذا السر الخطير في مدينة المنستير؛ما رأيكم بشراء أفخم الملابس والهدايا من أشهر الماركات العالمية ولكن بأسعار رخيصة؟! هل هذا ممكن؟ نعم في مركز التسوق “فلّة” الذي يمتد على ثلاثة طوابق، ويضم عشرات المحلات التي تبيع العطور والاكسسوارات والألبسة والحقائب والأحذية وغيرها من كنوز التسوق التي يمكن شراؤها للأهل والأصدقاء وبتكلفة مناسبة، احفظوا هذا السر في رحلتكم القادمة إلى المنستير.
5- جزيرة جربة … بيوت رسمها فنان
تُعد جزيرة جربة من أشهر الجزر السياحية في شمال إفريقيا، وتنقسم الجزيرة إلى عدة مناطق أشهرها جربة وميدون وحومة السوق، ويمكن الوصول إليها جوا حيث يتوفر فيها مطار أو برا مع وجود جسر بري يربطها بمدينة جرجيس، ويحتاج الوصول إليها برا من العاصمة التونسية أكثر من 7 ساعات، ويمكنكم حجز أحد الفنادق في جزيرة جربة التي تضم عشرات المنتجعات السياحية الحديثة، ومن أشهر الأشياء التي يمكن رؤيتها في جربة هو فن الجرافيتي أو رسم الشوارع، حيث حوّل رسامو الجرافيتي القرية القديمة في جربة إلى متحف حي ومعرض صور رهيبة لالتقاط الصور الرائعة، إذ يمكن التمتع بمشاهدة الرسوم ثلاثية الأبعاد على الأبواب والنوافذ والجدران في بيوت ريفية بسيطة اجتذبت أشهر الفنانين العالميين لإظهار مواهبهم في هذه القرية، كما تشتهر جربة أيضا بمتحف “قلالة” الذي يقع في قرية قلالة المشهورة بصناعة الخزف، وهو من التجارب الاستثنائية التي تعرض صورا وأشكالا من نمط الحياة الريفية التقليدية التونسية، والتي تمثلها الدمى والدواب وكأنها قرية توقف فيها الزمن فجأة.
6- جربة ميدون … لا مُزاح مع التمساح!
يمكن الوصول إلى منطقة جربة ميدون بسيارة أجرة وبتكلفة بسيطة من مركز مدينة جربة، وتشتهر هذه المنطقة بمزرعة التماسيح التي تشهد ازدحاما عند اقتراب الساعة الرابعة عصرا، وذلك لمشاهدة التماسيح أثناء تناولها لوجبة الطعام مع صوت القرقشة التي تصدرها أسنانها الحادة، كما يمكن مشاهدة صغار التماسيح التي تفقس من بيوضها، وينتشر حول المزرعة مجموعة من المطاعم والمقاهي والمتاحف، بالإضافة إلى باقة من أفضل فنادق جربة ميدون، كما تُقدم جربة ميدون لزوارها أنشطة رياضية متنوعة مثل ركوب الجمال والدراجات الرباعية والقيام بجولات برية لاستكشاف الصحراء والواحات القريبة وتستغرق جولة التنزه قرابة 4 ساعات بتكلفة 30 دولار للشخص.
7- جربة حومة السوق … بازار كبير وملون
تبعد “حومة السوق” قرابة 10 دقائق بالسيارة عن جربة، وتشتهر هذه المنطقة بكونها أشبه ببازار كبير وسوق شعبي يعج بالحياة ويضج بالمتسوقين، حيث تنتشر فيها الدكاكين والأزقة والأسواق الشعبية التقليدية مثل “السوق الليبي”، وتعرض الأسواق مختلف المصنوعات اليدوية والبهارات والعطورات والتمور والملابس التقليدية وكل ذلك بأسعار رخيصة لا تُفوت، كما يوجد فيها عدد من أسواق الخضار والفاكهة والأسماك الطازجة، ويُعد برج “الغازي مصطفى” أشهر المعالم الأثرية في المدينة، وهو مكان جميل للاستراحة من ضوضاء الأسواق والازدحام، ويملك إطلالة رائعة على البحر، وعلى مقربة منه يقع “متحف التراث” الذي يشبه متحف قلالة في تصميمه وأهدافه، ويضم غرفا تعرض مشاهد من الحياة اليومية التراثية لأهالي جزيرة جربة، تقع بجانبة العديد من فنادق جربة حومة السوق التي يمكنكم المبيت فيها.
8- صفاقس … مدينة الزيتون
تبعد مدينة صفاقس قرابة ثلاث ساعات جنوب العاصمة تونس، ولعلها من المدن الغير معروفة لدى كثير من السائحين العرب والأجانب، ولذا تُعد مثالية للراغبين بالإطلاع على الحياة الحقيقية للتونسيين بعيدا عن فضول الزائرين وضجيجهم، وتشتهر المدينة القديمة في صفاقس بعمارتها وأحيائها الدافئة الشعبية، الأمر الذي دفع مخرج الفيلم الشهير “المريض الإنكليزي” إلى تصوير عدد من مشاهد الفيلم في هذا الحي القديم من صفاقس.
تنتشر الأسواق والبازارات والمطاعم والمقاهي التي تعج بالسكان المحليين، وهي فرصة ذهبية لمحبي التسوق واقتناء البضاعة المميزة بأسعار رخيصة وقابلة للمساومة، وتعرض الأسواق مختلف المصنوعات المحلية والملابس والأحذية والهدايا والاكسسوارات، بالإضافة إلى مقهى “ديوان” الذي يشبه واحة للاستراحة من عناء وضوضاء المدينة، كما يقدم “سوق السمك” عالما من الأشكال والألوان البحرية الغنية، بينما يمتاز الحي الحديث من صفاقس أو ما يُعرف بـ “باب بحر” بالعمارة الأنيقة ويضم عشرات المقاهي والمطاعم و فندق زيتونة الذي كان من أشهر فنادق مدينة صفاقس وفنادق تونس والمغرب العربي قديما، وإذا كنتم في صفاقس لا تفوتوا فرصة زيارة واحدة من أكبر غابات الزيتون في العالم، حيث تحيط أشجار الزيتون قرى صفاقس وخاصة منطقة “الشعال”، يمكنكم القيام بجولة على الدراجة أو السيارة والتمتع بنزهة في حقول الزيتون الخضراء مع التقاء السكان الطيبين والتعرف على الحياة الريفية الأصيلة في صفاقس.
9- المهدية … أجمل شاطئ في تونس
تبعد مدينة المهدية قرابة ساعة عن مدينة المنستير، وهي من المدن الهادئة الجميلة والتي تتمتع بسحر خاص وطابع شرقي مبهر، تمتلك المهدية شاطئا يوصف بأنه الأجمل في تونس، حيث يمتد الشاطئ الرملي الناعم بمحاذاة المدينة وعلى طول ساحلها ليقدم ساعات من المشي والتنزه والاسترخاء مع الهواء العليل والمياه التركوازية المتلئلئة، ويحيط بالشاطئ عدد من فنادق مدينة المهدية الأنيقة، بالإضافة إلى المقاهي والمطاعم التي تقدم أشهى المأكولات البحرية، أما المدينة القديمة في المهدية فهي أشبه بقرية خرافية يلونها السكون الذي يقطعه أصوات الأمواج المرتطمة، وتشتهر بسوق الجمعة الذي يعرض فيه الباعة أروع المنتجات والمصنوعات المحلية بأسعار زهيدة، بالإضافة إلى “البرج الكبير” أو القلعة الأثرية العثمانية التي تُعد مثالية لالتقاط أجمل الصور، ويمكن رؤية “المنارة البحرية” في آخر الشاطئ والتي تُضفي مزيدا من الإلهام والرومنسية على هذه المدينة، كما تشتهر المهدية بموانئ الصيد ووجود مراكز لممارسة رياضة الغوص والإبحار.
10- ميناء القنطاوي … أشهر مرسى سياحي
يقع ميناء القنطاوي بالقرب من مدينة سوسة، وهو من أشهر المناطق والموانئ السياحية في تونس، ويضم عشرات الفنادق والمنتجعات الفخمة، كما أنه وجهة محببة للعائلات نظرا لكثرة الحدائق والمتنزهات المناسبة لجميع أفراد العائلة، حيث يوجد فيه المتنزه المائي “أكوا بالاس” الذي يفتح أبوابه من التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء ويبلغ سعر تذكرة الدخول 30 دينارا للشخص، ويضم المتنزه مسبحا عاما كبيرا وعددا من المنزلقات المائية العالية والممتعة، كما يتوفر حوله المطاعم وموقف سيارات مجاني، في حين تشهد حديقة “حانيبعل” ازدحاما كبيرا في شهور الصيف، وتجتمع العائلات التونسية والأجنبية للتمتع بباقة من الملاهي والألعاب وعروض مسرحية وسينما وحديقة حيوانات صغيرة، بالإضافة إلى المارينا الذي يضم عشرات المطاعم والمقاهي وأماكن خاصة للشوي.
إذا لم تكن مستعجلا للعودة إلى الفندق في ميناء القنطاوي أو مدينة سوسة ننصحك بالتنقل في القطار السياحي المتوفر في ميناء القنطاوي، وهو وسيلة رخيصة للتنقل بين المرسى ومدينة سوسة، حيث تبلغ سعر التذكرة ذهابا وإيابا 3 دنانير، وتستغرق الرحلة الهادئة قرابة 20 دقيقة، تمتع خلالها بمشاهدة البحر ومعالم المدينة والأسواق، وتذكر أن تعود على متن القطار الذي يحمل نفس اللون الذي اخترته في الذهاب، إذ يتألف القطار من ثلاثة ألوان ( أصفر وأزرق وأخضر)، اختر لونك المفضل للتنقل بمرح وتسلية.
11- سيدي بوسعيد … سحر خرافي
تبعد منطقة سيدي بوسعيد قرابة نصف ساعة بالسيارة عن العاصمة تونس، ويمكن التخطيط لزيارتها أثناء تواجدكم في العاصمة، وقد ذاعت شهرة هذه البلدة الخرافية التي تشبه القرى في الأساطير والحكايا الخيالية، تتألف سيدي بوسعيد من قرية صغيرة تقع على ربوة عالية مطلة على البحر، وتمتاز البيوت فيها بتجانس اللون الأبيض مع النوافذ والأبواب الزرقاء، وتبدو البيوت وكأنها مصطفة فوق بعضها وتربط بينها أزقة وممرات مرصوفة ضيقة يشعر الزائر لها وكأنه في عالم آخر، كما تنتشر في القرية المحلات والأكشاك التي تبيع التذكارات والتحف واللوحات والهدايا المصنوعة يدويا.
من أشهر معالم سيدي بوسعيد هو ما يعرف بقصر “النجمة الزهراء”، الذي بناه الكونت الإنكليزي “إرلانجر” وتتجلى فيه مظاهر الحب والجمال التي تنعكس في ديكوراته وزواياه وإطلالته، وقد تحول اليوم إلى متحف يعرض الآلات الموسيقية ويقيم حفلات الموسيقى الكلاسيكية والعربية، ويتحول تناول الشاي في سيدي بوسعيد إلى نزهة للروح والجسد، حيث المقاهي ذات الإطلالة التي تحبس الأنفاس على البحر، جربوا مقهى “سيدي شبعان” ولن تشبعوا من منظر الشاطئ والمياه الزرقاء التي تعزف مع القرية الحالمة أجمل ألحان العشق والغرام، وهو مكان ممتاز لسهرة مسائية مع الشيشة وكأس الشاي الذي تطفو على وجهه حبات البندق اللذيذ. لذا فالمبيت أو حجز فندق في سيدي بوسعيد أمر لا بُد منه عند زيارة تونس، فلا تُفوتوا هذه التجربة.
12- جرجيس … نزهة ليوم واحد
يمكن القيام برحلة إلى مدينة جرجيس أثناء تواجدكم في جزيرة جربة، إذ تبعد عن الجزيرة قرابة 44 كم، وهي غنية بالمواقع الأثرية والتاريخية والمتاحف، كما تمتاز جرجيس بشواطئها الرملية الطويلة التي تمتد عدة كيلومترات، ومن أهم الأنشطة التي يمكن القيام بها هو رحلات السفاري وركوب الدراجات الرباعية واستكشاف الواحات المحيطة بها، ويفضل تجنب زيارتها صيفا نظرا لارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، ويُعد مطعم “الرياض” من أجمل الأماكن المطلة على الشاطئ، ويقدم المطعم أشهى المأكولات التونسية في الهواء الطلق في خيم ومجالس عربية مريحة مع منظر البحر الهادئ.
13- القيروان … رابع المدن المقدسة
تبعد القيروان قرابة 160 كم عن العاصمة التونسية، وتتمتع هذه المدينة بمكانة تاريخية ودينية عظيمة، إذ كانت تُعد رابع المدن المقدسة للمسلمين بعد مكة والمدينة المنورة والقدس، وقد ارتبط اسم القيروان بالفتوحات الإسلامية وكانت منارة للعلم والفكر وحلقات التدريس وتحفيظ القرآن، ويُعد المسجد الكبير أو ما يسمى “جامع عقبة” أشهر معالم القيروان، وهو أقدم جامع في المغرب العربي وأكبر جوامع تونس، ويمتاز بباحته الداخلية الكبيرة التي يظللها السكون والهدوء، وينتشر حول الجامع الباعة الذين يبيعون التذكارات والهدايا بأسعار رخيصة، كما تحتضن المدينة القديمة في القيروان عشرات المحلات التي تعرض المصنوعات والمنسوجات والمفروشات المصنوعة يدويا بالإضافة إلى محلات السجاد والحلويات المحلية، ويُقال أنّ من يشرب من بئر “بروطة” لابد أن يعود في يوم ما لزيارة القيروان، هذا البئر الذي يتجاوز عمره ال 1200 عام وتُحاك حوله الكثير من القصص والأساطير والحكايا الغريبة، ولا تنسوا زيارة مقام الصحابي أبو زمعة البلوي أو ما يعرف ب “سيدي الصحبي” أحد أهم المعالم الإسلامية في المدينة.
14- قرطاج … روعة التاريخ والحضارة
ترتبط زيارة تونس دوما بآثار قرطاج المدرجة على لائحة التراث العالمي لليونسكو، وتبعد هذه المنطقة قرابة 15 كم عن العاصمة، حيث يمكن التخطيط للقيام برحلة أو حجز فندق في قرطاج وسيدي بوسعيد في يوم واحد نظرا لقربهما وسهولة الوصول إليهما، ويمكن الذهاب إلى قرطاج بالحافلة أو المترو أو حتى سيارة الأجرة، ويرجع تاريخ قرطاج العريق إلى فترة الفينيقيين الذين أسسوها عام 814 قبل الميلاد، ويضم الموقع الأثري في قرطاج مجموعة من الآثار النفسية التي يتجاوز عمرها الثلاثة آلاف عام، من أهمها الفيلات الرومانية وحمامات أنطونيوس، بالإضافة إلى المسرح الروماني الذي يتسع لأكثر من 8 آلاف متفرج ويقام فيه سنويا مهرجان قرطاج الدولي للفن والغناء، ومن المعالم الشهيرة أيضا في قرطاج كاتدرائية “سان لويس” التي تُعد أقدم كنيسة في شمال افريقيا وتم بناؤها عام 1884، وتضم في داخلها قاعات وبهو وتتلون باللوحات الجدارية الرائعة والزخرفة التي يغلب عليها الطابع الأوروبي، وقد تحولت اليوم إلى متحف ومركز للمعارض الثقافية والفنية.
15- بنزرت … كنز لم يكتشف بعد
تبعد بنزرت قرابة ساعة شمال العاصمة التونسية، وهي من المدن الهادئة الأنيقة التي لم يلوثها بعد ازدحام المسافرين والسائحين، وبنزرت مدينة حالمة رومنسية تبدأ استقبال زائرها بجسرها المتحرك الجميل الذي يفصل بين القناتين المائيتين، ومن أشهر معالمها الميناء القديم الذي يضم الجانب الأثري التاريخي من المدينة مثل “قلعة القصبة” التي تطل على المدينة والبحر وتنتشر حولها المقاهي الشعبية البسيطة مثل مقهى “باشا”، بالإضافة إلى عشرات المحلات التي تبيع المصنوعات اليدوية والحرفية، وسوق السمك الذي يمكن للمرء شراء ما يحلو له من الأسماك ومن ثم طبخها وتحضيرها بالطريقة التي يرغب بها في أحد المطاعم المنتشرة حول السوق.
تملك بنزرت شواطئ رملية طويلة وجميلة أشهرها الكورنيش الذي يحيطه مجموعة من افضل فنادق ومنتجعات بنزرت، وكذلك شاطئ “الرمل” الواسع الذي يشبه بحرا من الرمال البيضاء المتعانقة مع المياه الضحلة، ومن الأسرار المهمة التي لا يعرفها الكثير عن بنزرت هو المحمية الطبيعية الموجودة في منطقة “إشكل” التي تبعد قرابة نصف ساعة عن مدينة بنزرت، وهذه المحمية جنّة خفية وعالم طبيعي لم يكتشفه الكثير من الزائرين لبنزرت، حيث تضم المحمية بحيرة “إشكل” التي تُعد من أكبر بحيرات المياه العذبة في افريقيا، وتمثل مقصدا لمئات الطيور المهاجرة في فصل الشتاء، كما تنتشر حولها المروج الخضراء والحقول ذات الأزهار العطرة في فصل الربيع، وتحيطها الهضاب والجبال الخضراء في لوحة آسرة من الخضرة والصفاء المريح للنفس.
16- طبرقة … مدينة المرجان
تُعد مدينة طبرقة من المدن التي دخلت حديثا وبقوة عالم السياحة والسفر لتتحول إلى وجهة محببة للزائرين العرب والأجانب على حد سواء، وتبعد طبرقة قرابة 200 كم عن مدينة تونس العاصمة، ويمكن الوصول إليها جوا مع وجود مطار دولي فيها، كما أُنشئت فيها العديد من الفنادق والمنتجعات والفلل التي تستقبل السائحين من كل مكان، وتمتاز طبرقة بالطقس المعتدل اللطيف حتى في شهور الصيف الحارة مما جعلها منتجعا صيفيا يلوذ بها الهاربين من الحرارة والرطوبة.
تقع المدينة على هضبة عالية محاطة بالأشجار والغابات الخضراء الجميلة، كما تضم المنطقة العديد من الآثار الفينيقية والرومانية والمسيحية والعثمانية والأندلسية، وتشتهر طبرقة أيضا برياضة الغوص حيث تزخر سواحلها بالشعاب المرجانية المدهشة والأحياء الملونة العجيبة، وهي من أشهر المدن العالمية في تصدير المرجان الذي يستخدم في صناعة وتصميم المجوهرات الثمينة، ويوجد فيها أكبر وأفضل ملعب جولف في تونس حيث يرتاده الكثير من اللاعبين والمشاهير، وتُعد منطقة “الإبر” من الظواهر الطبيعية الغريبة في طبرقة، حيث تنتصب هذه الصخور الحادة التي تشبه الإبر على ارتفاع 20 مترا في عرض البحر وتلطمها الأمواج القوية في منظر مهيب لا يُعوض.
17- توزر … جوهرة الصحراء
تقع واحة توزر جنوب غرب تونس في الصحراء الغربية، وهي منطلق لزيارة الواحات والمدن المحيطة بها مثل قبلي ونفطة ودوز وتطاوين، وتختلف السياحة في توزر عن غيرها من المدن والمناطق التونسية، فهي ليست مدينة شواطئ ومنتجعات فخمة، ولكنها تضع الزائر لها في مواجهة وتحدٍ للطبيعة القاسية والمدهشة أيضا، حيث يجد المرء نفسه في عالم بعيد ومنعزل وكأنه مسافر إلى كوكب آخر، تبدأ هذه الدهشة مع “شط الجريد” أحد أغرب الظواهر الطبيعية في صحراء تونس، هذا المكان الواسع الذي يملؤه الماء شتاء بينما يتحول إلى أكوام من الملح صيفا، ويستمر سحر الطبيعة وصندوق العجائب في توزر من خلال عشرات الواحات الخضراء وكأنها لآلئ ثمينة في بطن الصحراء القاحلة، أشهر هذه الواحات تمغزة والشبيكة، حيث الشلالات والينابيع الصافية وغابات النخيل التي تظلل المطاعم وخيم رحلات السفاري.
على مقربة من نفطة تقع المفاجأة التي ربما لا يعرفها الكثير، موقع تصوير أحد أفلام السلسلة الشهيرة “ستار وورز”، حيث المغارات والبيوت ذات القبب العجيبة وكأنك في رحلة بين النجوم والعوالم الأخرى، ومن الأشياء الممتعة في توزر أيضا زيارة متحف النباتات الطبيعية أو ما يسمى بـ ” إيدن بالم” وهو أشبه بجنّة غنّاء من أشجار النخيل والتين والموز وغيرها، ويأخذك المشرف في جولة حول المحمية ومن ثم شراء التمور والأغذية والمربيات وكتب الزراعة في المتحف والمتجر المجاور للحديقة، وكل ذلك بتكلفة دخول 6 دينار للشخص.
18- عين دراهم … درهم وقاية خير من قنطار علاج!
تبعد عين دراهم قرابة 26 كم عن طبرقة جنوبا، بالقرب من الحدود الجزائرية، وهي منتجع صيفي محبب لدى الكثيرين وتمتاز بأجوائها اللطيفة الباردة ليلا حتى في فصل الصيف، وتكسوها الثلوج شتاء نظرا لارتفاعها الكبير عن سطح البحر، مما يجعلها قبلة للعطلات الشتوية أيضا رغم برودة الطقس للتمتع بمنظر الثلوج الساحر، وتجدون العديد من الفنادق والمنتجعات وشقق الاستجمام السياحية في عين دراهم، وتحتضن عشرات القرى الجميلة التي تبدو وكأنها تسبح في بحر من الأشجار والغابات، إذ تنافس عين دراهم الطبيعة الخلابة التي يمكن أن يراها المرء في سويسرا أو النمسا، فالجبال تغطيها الغابات بثوبها الأخضر، وهي مثالية لمحبي المشي والتنزه والتسلق والمغامرة وممارسة الأنشطة الرياضية في الهواء الطلق مع وجود مركز رياضي هام فيها يضم عددا من الملاعب الحديثة والمجهزة، كما تشتهر عين دراهم بوجود منتجعات ومراكز استشفاء طبيعي تعتمد على العلاجات الطبيعية وحمامات المياه الكبريتية الحارة مثل منتجع قرية “حمام بورقيبة” التي تبعد 10 دقائق بالسيارة عن عين دراهم.
19- جربة أجيم وجربة أغير … فنادق ومنتجعات فخمة
كما يوحي الاسم تقع هاتان المدينتان (أجيم وأغير) في جزيرة جربة التونسية، وتُعد جربة أجيم مرفأ الصيد الرئيسي في الجزيرة، كما نالت هذه المدينة شهرة واسعة بعد تصوير عدد من لقطات سلسلة الأفلام الشهيرة “ستار وورز” فيها، بينما تنتشر الفنادق والمنتجعات في جربة أغير، التي حولت الساحل الشرقي للجزيرة إلى مزار سياحي ممتاز يقصده العرب والأجانب للتمتع بالاستجمام والسباحة ومراكز السبا العلاجية والتجميلية.
20- المرسى … الحي الأنيق في تونس
تقع مدينة المرسى بين آثار قرطاج ومنطقة قمرت السياحية،وهي مدينة ساحلية عريقة تبعد قرابة نصف ساعة عن مركز مدينة تونس، وتمتاز المرسى بشواطئ رملية طويلة ويمتد بمحاذاتها الأرصفة والممشى الأنيق الذي يقدم متنفسا للتنزه والتمتع بهواء البحر العليل، كما تضم المدينة عددا من القصور الفخمة والمتاحف أشهرها “قصر السعادة” الذي تحول إلى ملكية عامة للدولة، وتنتشر في المرسى عشرات المقاهي والمطاعم التي تعج بالسائحين، ويُعد مقهى “الصفصاف” من أجمل الأماكن لتناول الكسكس التونسي والشاي بالنعناع، مع أجواء وديكورات شعبية ومنظر الجمل الذي يدور حول البئر ليشعرك بأنك في واحة بعيدة وخاصة، أما إذا كنت تبحث عن أجواء أنيقة لتناول الأطباق العربية والعالمية ننصحك بمطعم Le Golfe الذي يتيح لك فرصة تناول الطعام في الهواء الطلق على شرفة مطلة على البحر ومع أضواء الشموع الرومنسية التي تزيد المساء رونقا وجمال، حيث يمكنك بعد ذلك حجز أحد فنادق مدينة المرسى، أو العودة إلى مدينة تونس القريبة.
__________________
المصدر: موقع بطوطة
Tags: السياحة في تونس تونس تونس الخضراء