تعد صعوبة الانتصاب أمراً شائعاً ويصيب العديد من الرجال أكثر مما تعتقد، وفقاً لأرقام ضعف الانتصاب. حيث يعاني تقريباً واحد من كل ثلاثة رجال من مشكلة في الانتصاب بعد سن الأربعين، ويعاني منها أيضاً رجل واحد من كل إثنين بعد سن الستين.
وغالبًا ما يشعر الرجال بالخجل من مثل هذا الاضطراب الجنسي ولا يجرؤون على الحديث عنه. وبالمثل، يعتقد الرجال خطأً أن صعوبة الانتصاب أمر طبيعي مع التقدم في السنّ، وأنه لا يوجد شيء يمكن القيام به حيال ذلك. فماهو الصواب إذن؟
الصواب هو ما ستجده عزيزي مسطراً في هذا المقال:
في هذا المقال
الانتصاب: كيف يحدث؟
عندما يُثار الرجل جنسياً، تعمل كل من الهرمونات والعضلات والأعصاب والأوعية الدموية مع بعضها البعض لحدوث الانتصاب. وتعمل الإشارات العصبية المرسلة من الدماغ إلى القضيب على تحفيز العضلات على الاسترخاء، مما يسمح بتدفق الدم إلى الأنسجة في القضيب.
بمجرد أن يُملأ القضيب بالدم ويتم الانتصاب، تغلق الأوعية الدموية في القضيب حتى يتم الحفاظ على الانتصاب. وبعد انتهاء الإثارة الجنسية تفتح الأوردة في القضيب مرة أخرى، مما يسمح للدم بالرجوع وينتهي الانتصاب.
صعوبة الانتصاب: ماذا يعني ذلك؟
وجود صعوبة في الانتصاب تعني ضعف الانتصاب، ويُعرف أكثر بالعجز الجنسي، وهو يعني مواجهة صعوبة في الوصول لحالة الانتصاب الكامل أو حتى استحالة حدوثه. وفي المرات القليلة التي يتم الوصول فيها للانتصاب، يصعب الحفاظ عليه وقتاً كافياً للممارسة وغالباً ما يسقط فوراً، فلا يستطيع بذلك الاختراق المهبلي. ومع هذا وجب التذكير عزيزي أنه من الطبيعي أن يحدث “انهيار جنسي” من وقت لآخر، وهذه المشكلة ليست مشكلة خطيرة. ومع ذلك إذا كنت غير قادر على تحقيق الانتصاب ربع الوقت أو أكثر، فقد يكون لديك مشكلة صحية تتطلب عناية طبية.
صعوبة الانتصاب.. ما الأسباب؟
هناك أسباب مختلفة لحدوث ضعف الانتصاب. يقدر الأطباء أن حوالي 20٪ من حالات ضعف الانتصاب ناتجة عن أسباب نفسية في حين أن الـ 80٪ المتبقية ناتجة عن خلل وظيفي في الجسم. حيث تؤثر بعض الأمراض بشكل مباشر على الانتصاب. على سبيل المثال، يعاني 15٪ من الرجال المصابين بارتفاع ضغط الدم من ضعف الانتصاب.
8 أسباب شائعة لضعف الانتصاب
1. العمر
يشيخ الجسد وهذا أمر لا أحد يستطيع الهروب منه. ومع تقدم السنّ، تفقد الأنسجة مرونتها، ويتدفق الدم بشكل أقل في القضيب. قد يختلف الأمر من شخص إلى آخر، ولكن غالباً ما تبدأ هذه الظاهرة في سن الخمسين تقريباً.
أما إذا كانت الشكوى من ضعف الانتصاب صادرة من الشباب صغار السن، الذين لا يعانون من مشاكل مرضية فيسيولوجية، فإن المختصين يعزون الأسباب في ذلك أن تكون نفسية، نتيجة آلية الإدمان على مشاهدة المواد الإباحية غالباً.
اقرأ أيضا: 7 أنواع من الطعام لتعزيز قوتك الجنسية
2. مشاكل تدفق الدم
تؤدي بعض الأمراض إلى ضعف الدورة الدموية، مما يؤثر على معدل تدفق الدم إلى القضيب، مثل مرض السكري أو الفشل الكلوي، أو ارتفاع ضغط الدم. كما أن بعض الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم قد تسبب نفسها ضعف الانتصاب عند البعض.
3. جراحة البروستاتا
يمكن أن يكون للتدخل الجراحي حول البروستاتا، أو حتى استئصال البروستاتا، تأثير مباشر على الانتصاب. في الواقع، فإن الأعصاب الناصبة الضرورية لتحقيق الانتصاب قريبة جدًا من البروستاتا، وبالتالي يمكن أن تتضرر أثناء العملية، وقد يصبح الانتصاب الطبيعي مستحيلاً بالتأكيد إذا تمّ تدميرها كلياً. ومع ذلك، فإن التقنيات الجراحية الحديثة أصبحت أكثر دقة، وأصبح فقدان جودة الانتصاب بسببها أمراً مستبعداً إلى حد كبير.
كما أنه من الممكن حدوث مشكلات تحقيق الانتصاب بسبب أدوية علاج سرطان البروستاتا خاصةً عند الرجال فوق عمر السبعين عاماً، ويعود الانتصاب إلى وضعه الطبيعي بعد عامين من تلقّي العلاج.
4. الكولسترول الزائد
عندما يتراكم الكوليسترول السيئ (الضار) في الدم، فإنه يشكل رواسب على جدران الأوعية الدموية. وهذا ما يسمى بـ ”لويحات تصلب الشرايين”. مما يقلل من المساحة المتاحة للدم للدوران في الأوعية، وبالتالي يقلّ تدفق الدم في القضيب.
5. مشاكل هرمونية
قد تسبب أمراض الغدة الدرقية وانخفاض مستوى هرمون التستوستيرون مشاكل في الانتصاب. وعلى سبيل المثال، أثناء انقطاع الذكورة الناتج عن نقص هرمون التستوستيرون (Testosterone) المرتبط بالعمر، وهو نوع من انقطاع الطمث عند الذكور.
اقرا أيضا: سن اليأس عند الرجال.. حقيقة أم إشاعة
6. السبب النفسي
يمكن أن يكون سبب ضعف الانتصاب هو القلق من الأداء نفسه، والخوف من الحميمية، ومن ثم يثبط الإجهاد وظيفة الانتصاب. كما يمكن أن يكون الاكتئاب والمشاكل مع الشريك والضغط العصبي أسباباً قوية في ضعف الانتصاب عند البعض.
7. أمراض القلب والأوعية الدموية
مثل مرض تصلب الشرايين، والذي قد يسبب مشاكل في تدفق الدم الضروري إلى القضيب لتحقيق الانتصاب.
8. الاضطرابات التشريحية
تؤثر بعض الاضطرابات في القضيب على عملية الانتصاب عند بعض الرجال، وعلى سبيل المثال، مرض بيروني، الذي يعتبر حالة غير سرطانية ناتجة عن نسيج ندبي ليفي تتطور على القضيب.
هناك أسباب أخرى مختلفة كالمضاعفات الجراحية، أو التعرض لإصابة في منطقة الحوض أو الحبل الشوكي، أو العلاج الإشعاعي لمنطقة الحوض، والتي قد تسبب مشاكل في الأعصاب في الأعضاء التناسلية. وهناك أيضاً مرض باركنسون أو مرض الشلل الرعاش، ومرض التصلب المتعدد.
طرق للتغلب على صعوبة الانتصاب
1. العلاج الدوائي
تعمل الأدوية كموسعات للأوعية، مما يسمح بتدفق الدم بشكل أفضل في القضيب، مثل: سيلدينافيل (فياجرا) وفاردينافيل (ليفيترا، وستاكسين) وتادالافيل (أدسيركا، وسيالس) وأفانافيل (ستيندرا)…. وهي أدوية متوفرة في الصيدليات لكن بوصفة طبية فقط، وتعمل مع التحفيز الجنسي. بالإضافة إلى ذلك، فإن مدة عملها متغيرة وتتفاوت من 6 ساعات إلى 36ساعة.
تتيح هذه العلاجات الدوائية الحصول على انتصاب مناسب. وهي فعالة على معظم الرجال؛ بينما لا يحس بعضهم بأي تأثير. إن العثور على انتصاب قوي يعيد الثقة بالنفس ويشجع على المثابرة. ومباشرة بعد أن تأخذ ذاكرة الجسم مكانها، ستسمح تدريجياً بالحصول على انتصاب أفضل بشكل طبيعي.
وطبعا، هناك آثاراً جانبية عديدة لهذه الأدوية، خاصة إذا كنت تعاني من مشاكل في القلب، فلا ينصح باللجوء إلى هذه العلاجات.، مهما كانت الحالة، إلا بمراقبة طبية للقلب بانتظام طوال فترة العلاج.
اقرأ أيضا: نصائح حول استخدام المنشطات الجنسية الدوائية
2. الحقن القضيبي
إذا لم ينجح العلاج الدوائي أو إذا كانت الآثار الجانبية غير محتملة، فمن الممكن إجراء الحقن في القضيب. مادة الحقن عبارة عن كريم يحتوي على ألبروستاديل، وهي مادة تسبب محلياً تمدد الأوعية الدموية، مما يجعل القضيب يرتاح، والدم يدور بشكل أفضل، وبالتالي تعزيز الانتصاب. هذا الكريم موجود أيضًا في التطبيق الجلدي، في نهاية القضيب. حيث يتم إجراء الحقن في الجسم العضلي للقضيب، وهي عملية يقوم بها الطبيب، ولكن من الممكن على المدى الطويل القيام بها بنفسك بعد التدريب على تقنيات الحقن.
يبدأ مفعول الكريم بعد الحقن المباشر بالظهور عند المريض خلال 5-15 دقيقة بشكل عام بعد إعطاء حقن الانتصاب، ولكن قد يحتاج مرضى آخرون إلى تحفيز ومداعبة للمساعدة على حدوث انتصاب والذي عند حدوثه قد يستمر ما بين 30- 60 دقيقة، مع الأخذ بالعلم أن مدة الانتصاب تعتمد على عوامل كثيرة من أهمها الوضع الصحي العام للمريض.
أما الآثار الجانبية فهي تتجلى في حدوث تهيج وتورم بشكل مؤقت مكان إبرة الانتصاب والذي يمكن تجنبه بشكل كبير في حال تم اتباع التعليمات عند الحقن بشكل صحيح. كما يمكن حدوث ألم بسيط بعد عملية الحقن عند بعض الرجال، ولكن إذا استمر الألم لأكثر من دقيقتين أو كان هناك نزيف يجب مراجعة الطبيب.
يمكن أيضا أن يؤدي في حالات نادرة إلى انتصاب دائم ( Priapism) يمكن أن يستمر لفترات طويلة ويمكن التعامل معه بوضع كمادات باردة، ولكن في حال استمر أكثر من 4 ساعات، يجب التوجه إلى طبيب للحصول على عناية طبية فورآ.
أما الاستخدام على المدى الطويل يمكن أن يؤدي إلى تليف في أنسجة المنطقة، ويمكن أن يتعود الجسم على الدواء ويفقد تأثيره المطلوب على القضيب.
3. مضخة القضيب
وفق موقع (ماي كلينك) تعد مضخة القضيب أحد الخيارات العلاجية القليلة لعلاج عدم القدرة على تحقيق الانتصاب أو الحفاظ عليه بشكل كافٍ لممارسة الجنس (ضعف الانتصاب). تتكون مضخة القضيب من أنبوب بلاستيكي يثبت فوق القضيب، ومضخة تعمل بالبطارية أو باليد معلقة بالأنبوب، وحلقة تحيط بقاعدة القضيب بمجرد انتصابه (حلقة تضييق). أحيانًا تُسمى مضخة القضيب المضخة الفراغية، أو جهاز الانتصاب بالشفط. وقد تكون خيارًا جيدًا لك عزيزي إذا كانت العلاجات الأخرى السابق ذكرها تسبب آثارًا جانبية أو كانت لا تجدي أو كانت غير آمنة لك.
قد تكون مضخات القضيب علاجاً جيداً لضعف الانتصاب لعدة أسباب:
– تكون مضخات القضيب فعالة. مع الممارسة والاستخدام الصحيح، يمكن أن يحقق أغلبية الرجال القدر اللازم من الانتصاب لممارسة الجنس.
– تشكل مضخات القضيب خطورة أقل مقارنةً بالعلاجات الأخرى. يكون خطر الإصابة بالآثار الجانبية أو المضاعفات لمضخة القضيب أقل من أي علاج آخر لضعف الانتصاب.
– وتكون تكلفتها الكلية أقل. بعد الشراء الأولي، تكون تكلفة استخدام مضخة القضيب أقل من أي علاج آخر لضعف الانتصاب.
– تكون مضخات القضيب غير باضعة. ولا تستلزم إجراء جراحة، حيث يتم إدخال الدواء في طرف القضيب أو حقن القضيب.
– يمكن استخدام مضخات القضيب مع العلاجات الأخرى. يمكن استخدام مضخة القضيب بجانب الأدوية أو زراعة القضيب. بالنسبة إلى بعض الرجال، يبدي الجمع بين علاجات ضعف الانتصاب مفعولاً جيدًا.
– قد تساعد مضخة القضيب في استعادة الوظيفة الانتصابية بعد عدة إجراءات. على سبيل المثال، قد تساعد مضخة القضيب في استعادة قدرتك على تحقيق انتصاب طبيعي بعد جراحة البروستاتا أو العلاج الإشعاعي لسرطان البروستاتا.
يمكنك العثور على مضخات القضيب على الإنترنت أو في الصيدليات على الإنترنت ويكلف ما بين 150 يورو و 290 يورو.
4. وضع دعامة قضيبية
يتطلب تركيب دعامة القضيب إجراء عملية جراحية. وهو حلّ طويل الأمد، وأكثر ملاءمة للرجال المصابين بحالة ضعف الانتصاب الغير مستجيب للعلاج الدوائي، وهي موجودة من اكثر من 40 عاما وتطورت كثيراً في السنوات الاخيرة لتصبح آمنة وسهلة. هناك نوعان من دعامات القضيب، الدعامة المرنة والدعامة الهيدروليكية (موصولة بأنبوب رفيع خارج الجلد، ثم يتم نفخها بسهولة كالبالون، لجعل القضيب أكبر حجماً)
تستغرق جراحة زرع دعامة العضو الذكري تحت التخدير ما بين ساعة الي ساعة ونصف. حيث يتم إحداث شقّ صغير بطول 3 سم في كيس الصفن أو في منطقة العانة. يتم من خلاله زرع اسطوانات الدعامة داخل الحجيرات الكهفية للعضو الذكري. وفي الأنواع الهيدروليكية من الدعامة التي تحتوي علي مضخة وخزان. يتم زرع المضخة داخل كيس الصفن، و زرع الخزان تحت عضلات أسفل البطن. ثم يتم توصيل أجزاء الدعامة بالأنابيب الخاصة بنقل المحلول الملحي واختبارها قبل أن يتم اقفال الشق الجراحي.
يمكن أن تبقى غرسات القضيب في مكانها لمدة 10 إلى 20 عاماً، اعتماداً على كيفية استخدامها. وتكلف حوالي 2800 يورو للزرع القابل للنفخ و 1100 يورو للزرع المرن.
5. العلاج النفسي
ربما يكون اللجوء للعلاج النفسي لمشكلة صعوبة الانتصاب هو الملاذ الأمثل أمام كل من يعاني ضعف الانتصاب قبل اللجوء لأي من العلاجات السابق ذكرها إذا كان سبب اضطراب الانتصاب نفسياً، والمتابعة مع طبيب نفسي يمكن أن تقلل من التوتر الذي يسبب ضعف الانتصاب. إذا كانت لديك عوائق أو صعوبات في العلاقة، فمن المثير للاهتمام العمل على حلّها من أجل تجاوزها أثناء العلاقات الجنسية.
يمكن أن يكون للصحة العقلية تأثير حقيقي على حياتك الجنسية، وخاصة على قدرتك على اتمام العلاقة الجنسية بنجاح وإرضاء شريكتك. اشتغل على نفسك لفهم العلاقة الجنسية بشكل أفضل وتحرير نفسك مما يثقل كاهلها. إذا حافظت على هدوئك، ستجد أنه من السهل الحصول على الانتصاب. لذلك، فإن العلاج مفيد لصحتك العقلية والجنسية والعامة.
نصيحة: تتيح لك استشارة اختصاصي في علم الجنس أو طبيب نفسي، بناءً على احتياجاتك، استعادة الثقة بالنفس عندما يبدأ الشعور بالضيق من ضعف الانتصاب للقضيب.
اقرأ أيضا: الفياغرا.. محاذير وتوصيات
المصدر: مواقع اليكترونية