في كلمة “andopause” وهو ما يعرف بـ “أزمة منتصف العمر” عند الرجال هناك “وقفة”.. كما هو الحال في “menopause“ وهو “سن اليأس” عند النساء، مما يجعلهم متشابهين في كثير من الأحيان، خاصة وأن الأطباء لاحظوا أن الرجال أيضاً يمرون بأعراض مشابهة للنساء. انقطاع الطمث (وهو ما يعني وقف الحيض) هو ظاهرة طبيعية لا مفر منها في سن اليأس عند النساء، إلا أن هذا ليس هو الحال مع سن اليأس عند الذكور. كيف ذلك؟
في هذا المقال
ما معنى سن اليأس عند الرجال؟
الرجل لا يتوقف فجأة عن إنتاجه لهرمون الأندروجين. من المسلم به أن هذا الإنتاج يمكن أن يتناقص مع تقدم العمر أو خلال فترة محددة كما هي عند النساء، ولكن لا يوجد توقف مفاجئ. إذ يحدث انخفاض في الأندروجينات ولكنها تظل متواجدة. وهذا الانخفاض يجب ألا يسبب أي مشاكل طالما بقي المستوى ضمن المعدلات المقبولة. لذلك بدلاً من “أزمة منتصف العمر“، يفضل الأطباء غالبًا استخدام مصطلح أكثر دلالة، وهو ما يعني “نقص الأندروجين المرتبط بالعمر”. كما أن العجز في الأندروجين لا يؤثر على جميع الرجال ولكن حوالي 30 إلى 55٪ فقط من الرجال فوق 55 عامًا. وتضمن الأندروجينات خاصة هرمون التستوستيرون القوة والنشاط عند الرجال، وتساعد على حرق الدهون، وتسرع من نمو الشعر في الجسم. كما تجعل الرجال يشعرون بالمزيد من الرغبة الجنسية. ونسبة هرمون التستوستيرون تختلف من شخص لآخر، وتكون نسبها مختلفة عند الشخص بحسب ساعات النهار والظروف.
ما أعراضه؟
تظهر أعراض الإصابة بسن اليأس عند الرجال في انخفاض إنتاج هرمون التستوستيرون من قبل الغدد التناسلية (الخصيتين)، مما يؤدي إلى انخفاض في الرغبة الجنسية وانخفاض في وثيرة الانتصاب، وطول فترة الراحة بين انتصاب وآخر، والانتصاب سريع الزولان. كما يزيد وقت القذف والوصول للنشوة تدريجيا، وفي كثير من الحالات، يحتاج الرجل لمدة يوم كامل بين كل مرة وأخرى. وكل هذا يعدّ طبيعيا ويظهر على مرّ السنين، كما أن هناك أعراض أخرى كالارهاق العام، والتوتر، والاضطراب في النوم والتعرق، وكذا هشاشة العظام وآلام المفاصل، ومشاكل في التركيز والذاكرة، وزيادة الوزن وتراكم الدهون، بالاضافة إلى ضعف الثقة بالنفس. لكن أكثر ما يجعل سنّ اليأس مزعجا للرجال، هو الانخفاض في القدرات الجنسية وفي لذة الشهوة لديهم، مما يشعرهم بالحرج أمام زوجاتهم. وفي حال انعدام الرغبة في الجماع لدى الرجل ولفترة من الزمن، من الضروري أن يقوم بفحص مستوى هرمون التستوستيرون. والتأكد من أن هذا ليس ناتجا عن أمراض أخرى مرتبطة بالسنّ وقد تؤدي لنفس هذه الأعراض، كالسكري وأمراض الأوعية الدموية والقلب وغير ذلك. لأن كل هذه الأمراض تضر بآليات الأداء الجنسي لدى الرجال والنساء على حد سواء.
هل من علاج؟
الإجراء الأول هو الذهاب لرؤية طبيب أندرولوجي، أي طبيب مسالك بولية متخصص في الاضطرابات الجنسية الذكرية، أو أخصائي الغدد الصماء الذي سيقوم بإجراء تقييم هرموني وتقييم العجز المحتمل الذي يمكن أن يفسر الأعراض.
إذا انخفض مستوى الأندروجين عن المعدل المقبول حسب العمر، فقد يصف الأطباء علاجات هرمونية. أما إذا كانت مستويات الأندروجين طبيعية، ينصح باستشارة أخصائي علم الجنس لأن السبب قد يكون نفسياً. عند معظم الحالات يقترح الطبيب علاجًا يعتمد على حقن التستوستيرون. ويمكن الآن أخذ هذه الحقن كل 3 إلى 4 أشهر بفضل ظهور المزيد من المنتجات ذات الجرعات العالية. ولكن يمكن أيضًا وصف التستوستيرون في شكل كريمات أو لاصقات جلدية لها مزايا معينة ولطيفة على الجلد، والتي تسمح بالحصول على تأثير فسيولوجي أكثر بكثير وفقا لإيقاع التستوستيرون اليومي.
ويعتقد العلماء أن نسبة هرمون تستوستيرون تنخفض مع تقدم الرجل في العمر بعد سن الأربعين وبمعدل 1% سنويا. وكلما عانى الرجل من البدانة ومن أمراض أخرى ينخفض هرمون تستوستيرون لديه. كما يمكن للرجل الحفاظ على نشاطه من خلال تناول غذاء صحي وسليم باستبعاد السكريات والدهون الضارة من طعامك، وممارسة الرياضة بشكل دوري، والاسترخاء والابتعاد عن مسببات القلق والتوتر والإجهاد، دون أي تهاون في متابعة عمل فحوصات طبيه دورية تجعل الرجل يستعيد حيويته وقدراته.
تجدر الإشارة إلى أن هناك مخاطر وآثار جانبية محتملة للأندروجين البديل كسرطان البروستاتا وسرطان الثدي، وكذلك بعض الاضطرابات الأيضية مثل حالة فرط التخثر أو عدم تحمل الجسم للمنتج البديل. هذا وقد اكتشف فريق طبي من جامعة جينان الصينية إلى تقنية جديدة في العلاج تتضمن زرع خلايا خاصة بنسبة تستوستيرون منخفضة في الرجل، ثم تُترك كي يقوم الجسم في التفاعل معها وإنتاج هذا الهرمون بشكل طبيعي. ويؤكد الفريق الطبي الذي توصل لهذا الاكتشاف الطبي أن التقنية الجديدة “مهمة جدا” في تطوير طرق نوعية في الطب التجديدي.
هل تنتهي العلاقات الجنسية؟
أسطورة انه في سن متقدمة لا توجد رغبة جنسية، هي قائمة منذ مئات السنين. ولكنها ليست صحيحة! الجنس هو متعة في أي عمر وحتى في سن متقدمة، عليك فقط ايجاد الايجابيات واستغلالها. كلما كانت هناك رغبة حقيقية من جانب كلا الزوجين، كلما أُتيح لهما الاستمتاع بالحياة الجنسية والعلاقات الجنسية ذاتها. وكلما استشعر أحد الطرفين أن الطرف الآخر لازال يرغب به، كلما ازدادت لديه الرغبة والمتعة الجنسية. حتى إذا لم يكن لِلشخص المتقدم في السنّ نفس القوة البدنية التي كانت لديه في سنّ أصغر، فلا يوجد أي خطر من الجهد المفرط أثناء ممارسة الجنس. فإذا كان نفس الشخص يمكنه أن يعمل ويتسوق ويمارس هوايته، فانه يمكنه ممارسة الجنس أيضا. ويوصي الأخصائيون بأخذ الحالة البدنية بالحسبان، أي ألا يقوم بالألعاب البهلوانية، وبدلا من تركيزه على الانتصاب والولوج، يمكن التركيز على العلاقة الحميمية وقضاء الوقت معا، مثل الملاعبة، والمداعبة، والتدليك الحسي الخ.
إن الجماع مُعَـزّزٌ قويٌّ لمستويات هرمون المنشط الذكري التستوستيرون بشكل كبير، لذلك يجب الحذر من الربط بين سن اليأس وتوقف العلاقة الحميمة. إذ يمكن جداً الحفاظ على مستويات جيدة من المتعة الجنسية بعد سن اليأس، وذلك من خلال بعض الطرق البسيطة، كاستخدام المزلقات الطبية واستخدام زيوت التدليك، كما ينصح بالمحافظة على ممارسة الرياضة كاليوغا والأكل الصحي وتجنب التوتر والإجهاد، لأن السنّ يزيد من الاستجابة لأي تأثيرات نفسية سلبية، مما قد يؤثر على الرغبة الجنسية والقدرة على الانتصاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقرأ أيضا: سبعة أغذية تزيد من قدرتك الجنسية
Tags: التستوستيرون العجز الجنسي سن اليأس صحة صحة جنسية