مُنْذُ أَنْ أُبْلِغَ عَنْهُ لِأَوَّلِ ‏مَرَّةٍ بِمَدِينَةِ وُوهَان الصِّينِيَّةِ يَوْم 31 كانون الأول/ ديسمبر 2019، يُوَاصِلُ فِيرُوسُ كُورُونَا انْتِشَارَهُ مُؤْرِقاً مَضَاجِعَ أَعْتَى حُكُومَاتِ دُوَلِ العَالَمِ، رَاغِماً إِيَّاهَا عَلَى التَّسَابُقِ المَحْمُومِ عَلَى الِّلقَاحَاتِ، لِلتَّصَدِّي لِهَذِهِ الجَائِحَةِ بِأَقَلِّ الخَسَائِرِ فِي المَالِ وَالأَرْوَاحِ، خَاصَّةً بَعْدَ ظُهُورِ تَحَوّرَاتٍ مُرْبِكَةٍ لِلْفِيرُوسِ، وَالمُسَبِّبَةِ لِتَهَاوِي مَنْظُومَاتٍ صِحِيَّةٍ لِدُوَلٍ هُنَا وَهُنَاكَ، وَالَّتِي فَاقَمَتْ مِنْ حَالَةِ الهَلَعِ وَالخَوْفِ فِي العَالَمِ بِأَسْرِهِ، لِتَتَحَوَّلَ حَيَاةُ البَشَرِ مَعَهُ إِلَى كَابُوسٍ، وَلِيَظْهَرَ مَدَى أَهَمِّيَّة الوَعْيِ لَدَى الأَفْرَادِ لِلتَّعَايُشِ مَعَ هَذَا الوَبَاءِ، وَالَّذِي عَلَى مَا يَبْدُو سَيَطُولُ مَقَامُهُ بَيْنَنَا لِبَعْضِ الوَقْتِ. لِذَلِكَ أَصْبَحَ مِنَ الضَّرُورِيّ عَلَى الْأَفْرَادِ الالْتِزَامَ بِقَوَاعِدَ احْتِرَازِيَّةٍ لِلتَّصَدِّي لِمَوْجَاتِهِ المُتَتَالِيَةِ.

وأهم هذه القواعد تتعلق بما يجب عليك فعله لحماية نفسك، وحماية أفراد الأسرة الآخرين، عندما يصاب أحدٌ في منزلك بفيروس كورونا:

  • إذا ظهرت أعراض على أي شخص في منزلك، فمن الأفضل أن تعتبر إصابته بفيروس كورونا المستجد كورونا.
  • يجب على المريض، أو مقدم الرعاية نيابة عنه، التشاور مع طبيبه لمناقشة الأعراض المحددة التي يعاني منها وأي أمراض أخرى قد تكون لديه.
  • إذا مرض أحدٌ في منزلك، أعدَّ منطقة عزل حتى يتمكن من عزل نفسه، وحاول أن تجعل وقته في العزل مريحًا قدر الإمكان، حتى لا يضطر لمغادرة الغرفة.
  • إذا مرض شخصٌ في منزلك، لا تسارع في شراء لوازم مبالغ فيها، بل ابْقَ في المنزل، واتبع أحدث إرشادات التعامل مع فيروس كورونا المستجد كورونا. يُقدِّم د. شوهان هي (Shuhan He)، طبيب طب الطوارئ في مستشفى ماساتشوستس العام، ست نصائح لمن يتولون رعاية أحبائهم المصابين بفيروس كورونا.

ما يجب عليك فعله إذا أصيب أحدٌ في منزلك بفيروس كورونا

 1. اعتبر أنهم مصابون بفيروس كوفيد-19

نظرًا لأن إمكانية الاختبار محدودة مع وصول الجائحة إلى ذروتها، إذا ظهرت أعراض على أي شخص في منزلك، يُفضَّل أن تعتبر انه مصاب بفيروس كوفيد-19. على الرغم من اختلاف كل منزل عن الآخر، من المهم تحديد شخص يتمتع بصحة جيدة يمكنه تقديم الرعاية. كما يُفضّل أن تبقى أي حالة اشتباه منعزلة في الداخل لتجنب احتمال إصابة أي شخص آخر. يقول دكتور شوهان: “عندما يتعذّر إجراء اختبار للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، يكون الحجر الصحي والعزل الذاتي الخيار الأمثل.”

2. اعرف متى تذهب إلى المستشفى

يجب على المريض، أو مقدم الرعاية نيابة عن المريض، التشاور مع طبيبه لمناقشة الأعراض المحددة التي يعاني منها، وأي أمراض أخرى قد تكون لديه حيث إن لكل حالة ظروفها، مما يجعل التواصل مع مقدمي الرعاية الصحية أمرًا ضروريًا. بالإضافة إلى ذلك، يقترح د. شوهان أن يبحث مقدمو الرعاية عن أحد الأعراض المهمة: ضيق التنفس. في حين أن البعض يستخدمون أجهزة مراقبة الأكسجين في المنزل، إلا أنها غير متواجدة بوفرة، لذا، فسؤال المريض عما إذا كان يشعر بضيق في التنفس له نفس النتيجة. إذا اعتقدت أن المريض غير صريح، يمكنك إجراء اختبار بسيط بملاحظة تنفسه أثناء الأنشطة العادية.

يقول د. شوهان “إذا كان لدى الشخص ضيق في التنفس خلال المشي العادي أو أثناء الجلوس، يجب عليه الذهاب إلى المستشفى فهذا مؤشر واضح على الإصابة.” وإذا كان بوسع المريض ركوب السيارة، يمكن لمقدم الرعاية أن يأخذه بالسيارة إلى المستشفى. أما إذا كان ضيق التنفس يمنعه من النهوض من السرير، فاتصل بسيارة إسعاف.

اقرأ أيضا: لماذا يحتاج الجسم الى الزنك؟

3. العزل داخل المنزل

إذا كانت الحالة لا تستدعي الذهاب إلى المستشفى، أعدَّ منطقة عزل في المنزل. يختلف كل منزل عن الآخر. وبغض النظر عمن يسكن معك، ضع خطة واجعل الحدود والتوقعات جلية. كن واضحًا بشأن الإرشادات التي يجب اتباعها في منزلك، وفكِّر في استخدام قائمة مراجعة، لتكون بمثابة دليل للتحاور مع عائلتك أو زملائك في الغرفة حول ما يجب فعله في هذه الحالة.

يقول د. شوهان: “اقتراحي بصفة عامة، هو تبني أكبر قدر ممكن من العزل. اِرتدِ قناعًا إذا كنت بالقرب من أفراد الأسرة، حتى في الداخل، لأن ذلك قد يكون مفيدًا. ثم عليك بتعزيز النظافة الذاتية وتقليل الزوار.”

تختلف تفاصيل منطقة العزل وفقًا لمواردك. إذا كانت لديك مساحة كافية لتخصيص غرفة نوم وحمام للمريض، فافعل ذلك. أما إذا كانت المساحة محدودة، أعدَّ جدولًا لاستخدام الغرف بحيث يبقى المريض معزولًا قدر الإمكان. عندما يغادر المريض منطقة العزل، يجب أن يتعامل مع ذلك كما لو كان سيذهب خارج المنزل (يرتدي قناعًا وقفازات) وينظف مكانه.

يجب أن يحرص كل من المريض ومقدم الرعاية على ارتداء القناع، حتى في الداخل، لتقليل فرصة انتقال الفيروس إلى أشخاص آخرين في المنزل أو استقباله منهم. يقول د. شوهان: “عندما يسعل المصاب بفيروس كورونا، قد يبقى الرذاذ في الهواء لفترة من الوقت. يقلل ارتداء القناع من نطاق انتشار الرذاذ.”

4. احرص على أن تكون منطقة الحجر الصحي مريحة قدر الإمكان

حاول أن تجعل فترة عزل المريض مريحة قدر الإمكان، حتى لا يضطر إلى مغادرة الغرفة. وفِّر له مجموعة من المستلزمات الأساسية المتاحة لديك في المنزل، مثل:

  • مقياس حرارة
  • مقياس تأكسج نبضي
  • مناديل مطهرة
  • مناديل
  • دهان فيكس (Vapor rub)
  • تايلينول
  • شراب للسعال

ادعم المريض معنويًا لأن العزلة صعبة وموحشة. يمكن لمقدم الرعاية توصيل الطعام إلى المريض حتى لا يضطر إلى الذهاب إلى المطبخ، وتوفير أشياء للترفيه مثل الكتب والأجهزة الإلكترونية. يقول د. شوهان: “تأكّد من وجود موارد حتى يتاح له الوقت الكافي للتعافي والراحة للاعتناء بنفسه”.

5. تنظيف المنزل وتطهيره

امسح الأشياء الكثيرة الاستخدام، مثل الهواتف وأجهزة التحكم عن بُعد، والطاولات، والأسطح. إذا كان الشخص المريض يشعر أنه قادر على تنظيف غرفته وتطهيرها بنفسه، فليقم بذلك، بينما يُنظّف مقدم الرعاية كل شيء خارج الغرفة. تذكَّر، إذا شعر المريض بضيق التنفس أثناء المشي في الغرفة، فيُحتمل أنه يحتاج إلى العلاج في المستشفى.

هذا وقد اوردت منظمة الصحة العالمية معلومات وارشادات عن كيفية التعامل مع المرض ،بكل لغات العالم، للحفاظ على سلامة الجميع وهي كالتالي:

إذا كان كورونا ينتشر في مجتمعك المحلي، حافظ على سلامتك باتخاذ بعض الاحتياطات البسيطة، مثل التباعد البدني ولبْسِ الكمامة، والحفاظ على التهوية الجيدة في الغرف، وتلافي التجمعات، وتنظيف اليدين، والسعال في ثنية المرفق،  أو في منديل ورقي. تحقق من النصائح المحلية في المكان الذي تعيش وتعمل فيه. افعل كل ذلك!

ما الذي ينبغي عمله لحماية نفسك والآخرين من كورونا

ابتعد مسافة متر واحد على الأقل عن الآخرين للحد من مخاطر الإصابة بالعدوى عندما يسعلون أو يعطسون أو يتكلمون. ابتعد مسافة أكبر من ذلك عن الآخرين عندما تكون في أماكن مغلقة. كلما ابتعدت مسافة أكبر، كان ذلك أفضل.
اجعل من ارتداء الكمامة عادة عندما تكون مع أشخاص آخرين. إنّ استعمال الكمامات وحفظها وتنظيفها والتخلص منها بشكل سليم أمر ضروري لجعلها فعالة قدر الإمكان.
فيما يلي المعلومات الأساسية عن كيفية ارتداء الكمامة:

  • نظّف يديك قبل أن ترتدي الكمامة، وقبل خلعها وبعده.
  • تأكد من أنها تغطي أنفك وفمك وذقنك.
  • عندما تخلع الكمامة، احفظها في كيس بلاستيكي نظيف، واحرص يومياً على غسلها إذا كانت كمامة قماشية أو التخلّص منها في صندوق النفايات إذا كانت كمامة طبية.
  • لا تستعمل الكمامات المزودة بصمامات.
  • لمزيد من التفاصيل بشأن نوع الكمامة التي يجب ارتداؤها ومتى يجب ارتداؤها، يرجى الاطلاع على قسم سؤال وجواب وشاهد مقاطع الفيديو على موقعنا الإلكتروني. وهناك أيضا أسئلة وأجوبة تركّز على الكمامات والأطفال.
  • للاطلاع على مزيد من المعلومات العلمية عن الطريقة التي يُصاب بها الشخص بعدوى كوفيد-19 والطريقة التي تتفاعل بها أجسامنا، يرجى مشاهدة أو قراءة هذه المقابلة.
  • للحصول على نصائح محددة موجّهة إلى صانعي القرار، يرجى الاطلاع على الإرشادات التقنية للمنظمة.

أقرأ أيضا: الحل الفوري للكآبة والتقلبات المزاجية

كيف تجعل بيئتك أكثر مأمونية

تجنب الميمات الثلاثة: الأماكن المغلقة أو المكتظة أو التي تنطوي على مخالطة لصيقة.
يتم الإبلاغ عن حالات تفش للمرض في المطاعم وتدريبات الجوقات الموسيقية ودروس اللياقة البدنية والملاهي الليلية والمكاتب وأماكن العبادة التي يتجمع فيها الناس، وفي كثير من الأحيان في الأماكن المغلقة المزدحمة التي يتحدث فيها الناس بصوت عال أو يصيحون أو يتنفسون بكثافة أو يغنون.
تزداد مخاطر الإصابة بكوفيد-19 في الأماكن المزدحمة التي تفتقر إلى التهوية الجيدة والتي يقضي فيها الأشخاص المصابون فترات طويلة من الوقت معاً على مقربة من بعضهم البعض. وهذه البيئات هي التي يبدو أن الفيروس ينتشر فيها بمزيد من الكفاءة عن طريق قُطيرات الجهاز التنفسي أو الهباء الجوي، لذا تزداد فيها أهمية اتخاذ الاحتياطات.
قابل الناس في الخارج: تُعد التجمعات في الهواء الطلق أكثر مأمونية من التجمعات في الأماكن المغلقة، ولاسيما إذا كانت الأماكن المغلقة صغيرة ولا يدخلها الهواء الخارجي.
للاطلاع على المزيد من المعلومات عن كيفية إقامة الأحداث مثل التجمعات العائلية ومباريات كرة القدم للأطفال والمناسبات الأسرية، اقرأ أسئلة وأجوبة: التجمعات الجماهيرية الصغيرة ومرض كورونا.
تجنب الأماكن المزدحمة أو المغلقة: ولكن إذا لم تتمكن من ذلك، فاتخذ الاحتياطات التالية:

  • البس كمامة (انظر أعلاه لمزيد من التفاصيل).

لا تنسَ أساسيات النظافة الصحية الجيدة

  • نظف يديك جيداً بانتظام باستخدام مطهر اليدين الكحولي أو اغسلهما بالماء والصابون. ويؤدي ذلك إلى إزالة الجراثيم بما في ذلك الفيروسات التي قد توجد على يديك.
  • تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك. تلمس اليدان العديد من الأسطح ويمكنها أن تلتقط الفيروسات. وإذا ما تلوثت اليدان يمكنها نقل الفيروس إلى العينين أو الأنف أو الفم. ويمكن للفيروس أن يدخل جسمك عن طريق هذه المنافذ وأن يسبب لك العدوى بالمرض.
  • غطِّ فمك وأنفك بثني المرفق أو بمنديل ورقي عند السعال أو العطس. ثم تخلص من المنديل الورقي على الفور في صندوق قمامة مغلق. فباتّباع ممارسات النظافة التنفسية الجيدة تحمي الأشخاص من حولك من الفيروسات مثل الفيروسات التي تسبب البرد والأنفلونزا وكورونا.
  • نظف الأسطح وطهّرها بشكل متكرر ولاسيما تلك التي تُلمس بانتظام، مثل مقابض الأبواب والحنفيات وشاشات الهاتف.

ما الذي ينبغي عمله عند الشعور بالمرض

  • تعرّف على الطيف الكامل لأعراض كورونا. تتمثل الأعراض الأكثر شيوعاً لكورونا في الحمى والسعال الجاف والإرهاق. وتشمل الأعراض الأخرى الأقل شيوعاً والتي قد تصيب بعض المرضى، فقدان الذوق أو الشم، والآلام والأوجاع، والصداع، والتهاب الحلق، واحتقان الأنف، واحمرار العينين، والإسهال، والطفح الجلدي.
  • الزم المنزل واعزل نفسك حتى لو كنت مصاباً بأعراض خفيفة مثل السعال والصداع والحمى الخفيفة، إلى أن تتعافى. اتصل بمقدم الرعاية الصحية أو الخط الساخن للحصول على المشورة. اطلب من شخص آخر أن يحضر لك المشتريات. وإذا اضطررت إلى مغادرة المنزل أو استدعاء شخص ليبقى إلى جانبك، البس كمامة لتتجنب نقل العدوى إلى الآخرين.
  • إذا كنت مصاباً بالحمى والسعال وصعوبة التنفس، التمس الرعاية الطبية على الفور. اتصل بالهاتف أولاً إذا استطعت، واتّبع توجيهات السلطة الصحية المحلية.

تابع أحدث المعلومات من المصادر الموثوق فيها: مثل منظمة الصحة العالمية أو السلطات الصحية المحلية والوطنية. فالسلطات الصحية المحلية والوطنية ووحدات الصحة العامة هي الأقدر على إسداء المشورة بشأن الإجراءات التي يمكن أن يتخذها الناس في منطقتك لحماية أنفسهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اقرأ أيضا: تظنها صحية.. لكنها قد تودي بحياتك!

Tags:

سجل دخول بمعلومات حسابك

Forgot your details?