العلاقات لا تتدهور بين ليلة وضحاها. حيث أن هناك سلوكيات دقيقة ومدمرة تعمل على إضعاف العلاقة بين الأزواج أو الشركاء. هذه التصرفات الهدّامة يمكن أن تحول قصة الحب الخيالية إلى كابوس مرعب تريد الاستيقاظ منه. ولكنك قد لا تفقد كل شيء. خاصةً حينما يتم تحديد هذه السلوكيات السيئة والاعتراف بها والقيام بمعالجتها، فإن العلاقة يمكن أن تصبح سليمة من جديد.
الآن نتركك لتتعرف على السبع أمور التي قد تقتل العلاقات بين الأزواج أو الشركاء، حتى تتمكن من حل المشكلة في بداية حدوثها قبل أن تزداد سوءا:
في هذا المقال
1- قراءة الأفكار
أسهل طريقة لتدمير العلاقة هي أن تتعامل مع رفيقك وكأنك محلل نفسي. حيث أن قراءة الأفكار تكون بافتراضك إجابة قبل سماعها وكذلك بأن تحكم عليه بدلاً من أن تمنحه العطف والحنان. عندما تحاول قراءة أفكار ودوافع ونوايا شخص آخر فكأنك تقوم بسلبه من صوته. وتجرّده من حقّه في التكلّم لعدم إعطائك له مجالا للتفسير والتوضيح. تعتبر هذه المشكلة شائعة في كل العلاقات حيث أنه من السهل أن تلعب دور “قارئ الأفكار”بدلاً من أن تستمع إلى شريك حياتك.
2- الإنتقاد
جون جوتمان خبير العلاقات ومؤلف كتاب “سبعة مبادئ لنجاح الزواج” هو مشهور في تحديد نجاح الزواج في غضون خمس دقائق من جلسة استشارة الزوجين. حيث أن واحدة من أهم العوامل الحاسمة في تحديد ذلك هي الانتقاد. جوتمان يعرف أن الأزواج سيشتكون عن علاقاتهم. لكنه يميز الشكوى من الانتقادات. النقد يعتبر أكثر إشكالية لأنه يهاجم الشخص وليس سلوكه. عليك تحديّد ما إذا كان الانتقاد قد تسلل لعلاقتك وأن تعمل على معالجة هذه المشكلة والتوقف عن ممارستها لأنها من الممكن أن تقتل علاقتك.
شاهد أيضا:
3- توقعات غير منطقية
عندما تبدأ علاقة فأنت تضع لنفسك بعض التوقعات الأساسية. وبالتالي تنعكس هذه التوقعات في تصرفاتك وأفعالك. وهذه التوقعات تتعلق بأعمال المنزل، أوكيفية إنفاق الأموال أو كيفية تهذيب الأطفال. تنشأ المشاكل عندما تصبح التوقعات غير منطقية فالشريك يشعر بأنه يتم سحقه تحت وطأة هذا السلوك السيئ. ومن المرجح أن يؤدي ذلك لعلاقة غير سليمة. كما تم التوضيح في مقال “5 قواعد لعلاقة جديرة بالثقة” فإن وضع قواعد غير منطقية على الزوج أو الشريك يعمل على دخول الشك أو انعدام الثقة في العلاقة. لذلك فإن القواعد و الحدود السليمة والمتفق عليها من قبل الطرفين، تحرر الشريك وتسمح له بالازدهار والنجاح بدلاّ من التعثّر والتخبّط. عندما تنتقد شريكك باستمرار وتذكّره ب “التوقعات” التي تنتظر حدوثها فأنت لا تكن له الحب. وعند الهجوم على سلوكه، وعدم ترك مجالا للقبول والتسامح وتصحيح الأخطاء فإن العلاقة تضعف بين الشريكان وتتدهور لتصبح بشعة ولا تحتمل.
إقرأ أيضا: مرارة فراق الأبناء .. كيف تتجاوزها؟
4- التحكم
الرغبة في التحكم والسيطرة على شريك حياتك سببه غالباً الخوف وانعدام الأمن. حينما تحاول التحكّم بشريكك قد يكون السبب في ذلك، الخوف من المستقبل المجهول أو الخوف من أن يتخلّى عنك شريكك ويهجرك.أو الخوف من أن ينظر إليك على أنك زوج/شريك سيء. إذا لم يتم التعامل مع هذا الخوف وانعدام الأمن فإنك قد تتسبّب في معاناة شريكك.
إذا لاحظت أنك دائما تقول “لا تفعل ذلك” أو “توقف عن فعل هذا” فأنت شخص مسيطر ومتحكّم. فعليك تغيير هذا السلوك إذا أردت أن تنجح علاقتك وإذا كنت تحب شريكك بالفعل.
5-المقارنة
نظرًا لسهولة البقاء على اتصال مع العلاقات السابقة عن طريق الرسائل النصية و Facebook وغيرها من وسائل الاعلام الاجتماعية, تتاح لك فرصة إجراء المقارنات بين علاقاتك الحالية والماضية. ولكن مقارنة شريكك الحالي مع شريكك السابق يسبّب لك كارثة في علاقتك. فالمقارنة غير عادلة. حيث لا يمكن أن يكون شريكك هو الطرف الوحيد الذي تعتبر علاقتك به مقياس لجميع العلاقات. فالطرفان مسئولان عن نجاح العلاقة أو فشلها. لذلك فإن اختبار علاقتك الحالية بناء على علاقتك السابقة تمثّل وسيلة سيئة تعمل على تدمير العلاقة قبل أن تبدأ. فالعلاقات المعقدة سببها الظروف الزمنية ونضج الشريك والاستقرار العاطفي. هذه العوامل تتغير بمرور الوقت. إذا كنت تبحث عن شريكك السابق في Facebook أو تراودك أحلام يقظة بعلاقاتك الماضية، فمن الضروري معالجة هذا الأمر بالاعتراف به والتوقف عن فعله لأنه يقتل علاقتك ولأن فيه ظلم كبير لشريكك الحالي.
شاهد أيضا:
6- الروتين
جميع العلاقات تصبح مملّة بعد مرور بعض الوقت. عندما يتعوّد الشركاء على بعضهم البعض، وبمجرّد التأكد أن كل منهم يبادل الآخر بمشاعر الحب والرومانسية ، فإنهم بالتالي يتوقفون عن تقديم الهدايا أو فعل أشياء صغيرة من شأنها أن تجدّد الحب والسعادة في العلاقة. وفقا لمقال “(5) أمور تدمر علاقتك إذا تم تجاهلها” فإن سيطرة الملل و انعدام الاهتمام بالشريك من العوامل المهمة المساهمة في تدهور العلاقة. ولكن هذا أمر طبيعي، ويعني أن الشريكان بحاجة لعنصر التجدّد، والتغيير إلى روتين مختلف مثل تدبير موعد عشاء في مطعم كل ليلة جمعة أو أخذ عطلة للسفر للخارج أو محاولة إيجاد طرق مختلفة للاتصال مع بعضهم البعض. فإن الروتين ليس نهاية العلاقة. ولكن عليك التعامل معه بطريقة سليمة لتعمل على إحياء علاقتك وتقويتها.
إقرأ أيضا: جدد حياتك مع الشيخ الغزالي وهدية نسخة من الكتاب
7- رفض التعاون
جوتمان يقول: “إن رفض التعاون يعني وضع حصن للبقاء خلفه والابتعاد أو الانفصال عاطفيًا” من العلاقة. ليس هناك أي علاقة خالية من والخلافات والصراعات والنزاعات على مختلف المستويات. ولكن إذا رفضنا التعاون والاشتراك في حل المشاكل التي نواجهها سويًا فبالتالي ننفصل عاطفيا ونبعد أنفسنا عن الشريك. عندما ينشب الصراع في العلاقة, هل تتجاهل الأمر أو تحاول تغيير الموضوع أو تذهب إلى الخارج؟ أم تسمح لنفسك أن تكون طرف في الخلاف وبالتالي إيجاد الحل سويًا؟ أعظم هدية يمكن منحها للشريك هي أن تكون حاضرًا عاطفيًا وغير منفصلاً. هل هذه الأمور الهادمة لعلاقتك موجودة في حياتك حاليًا؟ إذا كانت موجودة بالفعل فعليك الإقرار بها و مناقشتها مع شريك حياتك. فإن ذلك يضمن الصحة والاستقرار والسعادة على المدى الطويل في جميع علاقاتك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : موفع سوالفنا
Tags: أسرة أسرة ومجتمع العلاقات الزوجية العلاقات العاطفية زواج