الكثير من الأطفال يسعون دوماً لتقليد الكبار والتصرف مثلهم، لذلك تجدهم في شهر رمضان يرغبون في الصيام مثل آبائهم وإخوانهم. لكن صغر سنهم يجعلهم غير مدركين بشكل كامل للسياق الديني والتاريخي لفرض الصيام، وكثيرًا ما يكون الأمر بالنسبة لهم أشبه بموسم سنوي يصوم فيه جميع الأشخاص الكبار. لذلك ينبغي على الأهل أن يشرحوا للطفل السياق العام لمعنى الصيام، و كيف أنه يتجاوز كثيرًا مجرد الامتناع عن الأكل والشرب إلى كونه تدريبًا للإنسان المسلم على الرقيّ الإنساني.
لكن كيف يصوم الطفل؟ ومتى يمكن أن يبدأ الأهل بالتفكير في جعل الطفل يصوم؟ وهل يؤثر الصيام على نموه؟.. تساؤلات يطرحها الأهل عادة عندما يُلِحُّ أطفالهم الصيام في شهر رمضان، ولا شك في أن القرار بالسماح للأطفال بالصيام يلقي بمسؤولية كبيرة على الأسرة.
الأخصائيون يعتبرون تخوفات الأهل في محلها، لأن بقاء الطفل لعدة ساعات متواصلة بدون أكل وشرب قد يعرض جسمه للجفاف أو لنقص الفيتامينات، فيُؤثر ذلك على قدراته في ممارسة أنشطته اليومية، أو على قدراته الادراكية. للأسف، الأبحاث العلمية المتعلقة بصوم الاطفال قليلة جدا .وإذا أخذنا بعين الاعتبار بعض الدراسات التي أجريت حول تأثير الجفاف على أداء طلاب مدرسة هولاندية ابتدائي لتمارين تقيس القدرات الإدراكية، فإنها توصلت إلى أن تعرض الأطفال للجفاف يؤثر على قدرتهم العقلية، حتى وإن كان الجفاف لا يسبب أعراضًا جسمانية شديدة. وفي دراسة أخرى، قارنت بين التحصيل الدراسي للطلبة المسلمين وباقي الطلاب، وجدت أن قدرة الطلاب المسلمين على التحصيل الدراسي تنخفض كلما زاد التداخل بين جدول السنة الدراسية وبين شهر رمضان وما يرتبط به من صيام. فهل هذا مبرر لحرمان أطفالنا من الصيام؟ المولى سبحانه وتعالي لم يفرض الصيام على الأطفال قبل سن البلوغ، لذلك ننصح الأهل باستشارة طبيب الأطفال الذي باستطاعته تحديد إمكانية صيام الاطفال أم لا. عموماً، لا ينصح بصيام الأطفال صغار السن، لأن الأمر قد يؤثر على نموهم، لذا ينصح بأن يبدأ الطفل بالصيام بعد بلوغ السبع سنوات، مع مراعاة تدابير خاصة.
- على الأهل أن يبدؤوا الصيام مع الاطفال الصغار تدريجيا وذلك لفترة زمنية قصيرة لا تتعدى بضع ساعات في بداية النهار. مثلاً: من الثامنة صباحًا حتى الثانية بعد الظهر. وأن يبدؤوا معهم بصيام أول يوم من شهر رمضان واخر يوم منه فقط.
- على الأهل أن يحببوا للطفل الصيام بالحكمة والموعظة الحسنة والقدوة الصالحة، وألا يستخدموا لغة العنف والتهديد لحث الطفل على الصيام كرها، لما له من آثار نفسية سلبية. لأن تخويف الأطفال ربما تكون استراتيجية ناجحة ظاهريًا، لكن هذه الاستراتيجية لا تفيد مع الصيام بالذات؛ لأن الطفل يستطيع تناول الأطعمة بعيدا عن عيون المراقبين. إذا كان الجوّ حارا ، فينبغي مراقبة الطفل الصائم وتجنيبه الوقوف واللعب في الشمس.
- حفز طفلك وشجعه واحرص دومًا على تشجيعه كلما حقق تقدمًا في سعيه نحو الصيام بشكل صحيح.
- يمكن للأهل السماح للطفل بشرب الماء والامتناع عن الطعام فقط، خاصة إذا كان شهر رمضان يزامن الموسم الدراسي.
- خلال الصيام على الأهل أن ينتبهوا إلى القدرة الصحية للطفل، فإن شعر الطفل بالتعبأو لم يستطع تحمل الصوم، يجب إخبار أهله والتوقف فوراً والإفطار.
- على الأهل أن يوضحوا للطفل أنه في حالة مرضه، فإن الله قد أعطاه رخصة بالإفطار حفظًا لصحته وأنه لا بأس في ذلك.
- الانتباه للطفل أن لا يقوم بأي مجهود شاق خلال ساعات الصوم مع الانتباه الدائم إلى حالته العامة.
- على الأهل أن يحرصوا على أن يحصل الطفل على السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمه خلال شهر رمضان ، لكي لا يكون الصيام سبباً لنقص في الطاقة الأساسية للطفل، وذلك باتباعنظام غذائي متوازن بحيث يضمن تناول الطفل جميع الأنواع الغذائية والعناصر الغذائية الأساسية الضرورية لنموه.
- على الأهل أن يحرصوا على توفير الكمية اللازمة من السوائل بعد ساعات الصيام للطفل لمنع الجفاف أو الإمساك أو الالتهابات البولية وغيرها. وننصح بشرب الماء والتقليل من العصائر المصنعة، واستبدالها بالعصائر الطبيعية، مثل البرتقال والجزر.
- النوم لفترات كافية في الليل وعدم السهر يقلل من تأثير الصيام على القدرات الإدراكية للطفل وعلى أدائه الدراسي.
- وجبة السحور أساسية للكبار والصغار، ويجب أن تحتوي على كربوهيدرات معقدة تضمن مصدر طاقة له خلال فترة الصيام الطويلة من النهار.
- يجب ألا تحتوي وجبتي الإفطار والسحور للطفل على كميات كبيرة من الحلويات والمكسرات ذات السعرات الحرارية المرتفعة، مما قد يسبب زيادة وزن الطفل بشكل غير صحي نهاية شهر رمضان.
- إذا كان الطفل مصابًا بأي أمراض طارئة مثل نزلات البرد أو الإسهال، فينبغي ألا يصوم حتى يتعافى. أما إذا كان منتظمًا على أدوية لأمراض مزمنة، فينبغي العودة إلى طبيبه لتعديل جدول جرعات الدواء للتوافق مع فترات الإفطار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقرأ أيضا: جدول مقترح للمسلم في شهر رمضان
Tags: الأسرة الأسرة والمجتمع الطفل رمضان صوم الطفل
