يتساءل الكثيرون منكم عما إذا كانت قصة الحمية الخالية من الغلوتين مبررة أم أنها مجرد ظاهرة أزياء تستفيد من صناعة الأغذية الزراعية؟!

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية، فإن تناول الغلوتين ينطوي على مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية. بالنسبة للآخرين، هذا النظام الغذائي ليس له أي تأثير. حتى لا ينصح به، وربما يحمل معها مخاطر لا داعي لها. 

اقرأ أيضا: 15 طعاماً تشتريها … وأنت تعتقد أنها أطعمة صحية

أصبحت المطاعم “gluten free” أو “الخالية من الغلوتين” التي تدعو إلى هذا النظام الغذائي، تنتشر في المدن. وتَضاعَفَ سوق المنتجات “الخالية من الغلوتين” في السنوات الأخيرة، والنظام الغذائي يركبُ موجة “الأكل الجيد” ويغزو أطباقنا.

بعض الأشخاص المصابين بمرض الاضطرابات الهضمية (عدم تحمل الغلوتين)، لا يتسبب لهم وجود هذا البروتين في الشعور بالتعب وفقر الدم وفقدان الوزن فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لذلك فمن المستحسن بالنسبة لهم التوقف عن استهلاكه.

ولكن كما أظهرت عدة دراسات اليوم، فإن النظام الغذائي الخالي من الغلوتين ليس له نفس التأثيرات على الإطلاق بالنسبة للأفراد الذين لا يعانون من أسباب طبية تستدعي اتباعهم إياه. حتى أن العلماء أشاروا في تقاريرهم أن هؤلاء الأشخاص، ومن خلال حرمان أنفسهم من الحبوب الكاملة، يمكن أن يكون لديهم مخاطر أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية نفسها.

يفترض الباحثون أيضاً، أن تقليل الغلوتين في النظام الغذائي يؤدي عموماً إلى استهلاك أقلّ للحبوب الكاملة، بينما يقلل هذا الأخير من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويوضح الدكتور لوران شوفالييه، طبيب التغذية أن “الحبوب الكاملة معروفة بقدرتها على حبس الكوليسترول، وبالتالي تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب”. ويضيف باستياء: “منذ بعض الوقت، ونحن نواجه ظاهرة جديدة، وهي موضة التغذية الخالية من الغلوتين، والتي تَنتُجُ في الواقع عن سوء تفسير الدراسات العلمية. عندما يتوقف بعض الناس عن تناول الخبز، يشعرون بتحسن. لكن يجب أن تعلم أنه في الخبز العادي، على سبيل المثال، هناك حوالي عشرة إضافات ليست بالضرورة جيدة التحمل. ما يمكن أن نوصي به، بدلاً من إيقاف الغلوتين، هو شراء واستهلاك خبز العجين المخمر “.

اقرأ أيضا: نصائح ذهبية لغذاء صحي وسليم في الصيف

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأفراد الذين يوقفون مجموعة غذائية تمامًا، مع هذه الأنظمة الغذائية التقييدية للغاية، يجدون صعوبة في موازنة مدخولهم من الطعام. يؤكد الدكتور لوران شوفالييه، أن الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة الخالية من الغلوتين، يميلون إلى تعميم القيود في نظامهم الغذائي، والبدء في تناول الأطعمة النباتية أو الخالية من اللاكتوز. ويجب أن نحذر من هذه الظواهر التي تُخِلُّ بتوازن الغذاء .

يمكن للقيود الغذائية المرتبطة بنمط الحياة الخالي من الغلوتين أن تساعد على فقدان الوزن، وخصوصاً عندما يتم استبدال النشويات بخياراتٍ صحيةٍ مثل الكينوا، والتي لا تحتوي على الغلوتين؛ كما يمكن جداً أن يؤدي ذلك أيضاً الى نتائج عكسية، لأن استهلاك كميات كبيرة من الغذاء الخالي من الغلوتين، يمكن أن يُسبّب زيادة في الوزن. خاصة إذا علمنا أن الشركات المُصنِّعة للأغذية تضيف الدهون أو السكر بكمياتٍ إضافية لجعل المنتجات الخالية من الغلوتين ألذّ.

يرجى الانتباه عزيزي، فإن اتّباع نظامٍ غذائيٍ خالٍ من الغلوتين، يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بنقص التغذية، ويحرمك من الفيتامينات والعناصر المعدنية كفيتامين (ب) وفيتامين (د) والحديد والألياف التي تجدها في العديد من أنواع الحبوب.

إن حرمان نفسك من الغذاء الذي يحوي الغلوتين، وتقليل الكربوهيدرات قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، وقد يؤثر سلباً على بنية الدماغ، وقد يرتبط بالتدهور المعرفي والإدراكي وتطور مرض الزهايمر.

ــــــــــــــــــــــ

اقرا أيضا: أفضل 20 نوع من الأطعمة الأقل سعرات حرارية

Tags:

سجل دخول بمعلومات حسابك

Forgot your details?