تُعْتَبَرُ الإِصَابَةُ بِضَرَبَاتِ الشَّمْسِ أَوْ ضَرْبةِ الحَرِّ حَالَةً مَرَضِيَّةً شَائِعَةً، خُصُوصاً فِي البُلْدَانِ ذَات المُنَاخِ الحَارّ، وَهِيَ ظَرْفٌ صِحِيٌّ خَطِيرٌ نَاجِمٌ عَنِ التَّعَرُّضِ لِفَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ إلَى مَصْدَرِ حَرَارَةٍ كَأَشِعَّةِ الشَّمْسَ مَثَلاً، أَو القِيَامِ بِنَشَاطٍ جِسْمِيٍّ فِي جَوٍّ حَارٍّ.
في هذا المقال
تعريف ضربة الشمس
ضربة الشمس تشير إلى فشل آليات الجسم في التحكم بدرجة الحرارة. وتحدث بعد التعرض الطويل للحرارة أو الجهود الطويلة في بيئة حارة و / أو رطبة، فتجعل الجسم غير قادر على تبريد نفسه من خلال التعرق، هذا الانزعاج المرتبط بالحرارة يسبب الجفاف ويزيد من درجة حرارة الجسم للشخص. ويعتبر الشخص مصابا بضربة الحر إذا تجاوزت حرارته 40%. ومع أن الجسم لديه آليات لخفض درجة حرارة الجسم، إلا أنه يفشل في ذلك أحيانا في حالة الإصابة بضربة الحر، ما يؤدي إلى بقاء درجة حرارة الجسم مرتفعة. وعلى الرغم من أنها تعد من المشاكل المألوفة التي تندرج تحت فئة الإصابات الاعتيادية سهلة العلاج، إلا أن الإهمال في علاجها من الممكن أن يؤدي إلى ضرر بالدماغ والقلب والكلى والعضلات، ويتفاقم الضرر كلما تأخر العلاج مع زيادة الخطر من التعرض لمضاعفات خطيرة أو الوفاة. فكيف تتصرف إذن بسرعة وبشكل جيد؟
الأسباب
إن ممارسة العمل أو الرياضة في الطقس الحار أو الساخن، وإغفال شرب كمية كافية من السوائل، هو السبب الرئيسي لضربة الشمس. نحن نخاطر بضربة شمس إذا لم نعوض ما فقدناه من السوائل على مدار عدة أيام أو أسابيع، أو خلال ساعات قليلة إذا كنا نمارس الرياضة بشكل مكثف في يوم حار دون شرب ما يكفي من السوائل من قبل.
تساعدنا السوائل في تبريد الجسم من خلال السماح له بإنتاج العرق. لكن السوائل ضرورية أيضًا لمختلف وظائف الجسم كالحفاظ على ضغط الدم مثلا. يمكن لجسمك أن يفقد كميات كبيرة من السوائل في شكل عرق دون ملاحظة أي مؤثرات خاصة، لكن بعد فترة من الوقت، سوف يحتفظ بالسائل المتبقي من أجل الوظائف الحيوية ثم يتوقف عن التعرق. فترتفع درجة حرارة الجسم الداخلية وتبدأ الخلايا في الموت.
يتبخر العرق بسرعة أكبر في الطقس الجاف، وينعش الجسم بشكل أكثر فعالية من الطقس الرطب. عند العمل في ظروف رطبة، ترتفع درجة الحرارة الداخلية بشكل أسرع. هذا هو السبب في أن توقعات الطقس تأخذ في الاعتبار عامل الحرارة الرطبة للتنبؤ بشعورنا بشأن المناخ.
يتعرض الأشخاص ذوو المعايير التالية بشكل خاص لضربة الحرارة:
- الإدمان على الكحول
- الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب
- السمنة
- سن متقدمة
- مرض باركنسون
- مرض السكري غير المنضبط.
- استخدام بعض الأدوية مثل مدرات البول ومضادات الهستامين
- استخدام الأدوية النفسية مثل الكوكايين
- ارتداء الملابس الساخنة بشكل مفرط
- بعض الأمراض الجلدية
الأعراض والمضاعفات
تختلف أعراض ضربة الشمس عن أعراض الإرهاق الناتج عن الحرارة. ضع في اعتبارك أن عند ترك الإرهاق الناتج عن الحرارة دون علاج يمكن أن يسبب ضربة شمس.
فيما يلي قائمة بأعراض الإرهاق الناتج عن الحرارة:
- درجة حرارة داخلية مرتفعة وتصل إلى 40 درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت). تشير درجة الحرارة الداخلية إلى درجة حرارة الأعضاء داخل الجسم. وأفضل طريقة لقياسه هي استخدام مقياس حرارة المستقيم
- بشرة شاحبة ورطبة
- تشنجات العضلات
- الصداع
- غثيان أو قيء
- التعب والضعف
- الدوخة أو الدوار
- الإغماء المحتمل، مع إمكانية الإنعاش
- عطش
يميل الشخص الذي يعاني من الإرهاق الناجم عن الحرارة إلى التعرق بغزارة في محاولة للحد من الحرارة الزائدة ولكن يبقى لديه سلوك وإدراك طبيعي.
فيما يلي قائمة بأعراض ضربة الشمس:
- الارتباك والسلوك الغريب
- الهلوسة
- المضبوطات
- شعور منخفض المدقع
- درجة حرارة داخلية مرتفعة للغاية أكبر من 40 درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت)
- بشرة جافة وحمراء وساخنة
- نبض سريع
- تنفس سريع وضحل
- الصداع
- احتمال فقدان الوعي
نتيجة لفشل نظام التحكم في الحرارة يتوقف الشخص المصاب بضربة شمس عن التعرق (حتى لو كانت ملابسه مغمورة بالعرق). كما أن ارتفاع درجة الحرارة الداخلية يدمر الأعضاء الداخلية، وخاصة الدماغ، وفقدان السوائل يمكن أن يسبب انخفاضًا خطيرًا في ضغط الدم. يموت معظم الأشخاص الذين يموتون بسبب ضربة الشمس عندما يتوقف القلب عن العمل بفعالية (قصور الدورة الدموية). حتى أولئك الذين نجوا من ضربة الشمس من المحتمل أن يكون لديهم تلف دائم في الدماغ إذا ارتفعت درجة الحرارة الداخلية الخاصة بهم فوق 40.6 درجة مئوية (105 فهرنهايت) لأكثر من ساعة أو ساعتين.
التشخيص
يتم تشخيص ضربة الشمس من خلال مراقبة العلامات والأعراض، مثل درجة حرارة الجسم، وكذلك ملخص للأنشطة الأخيرة للشخص.
العلاج والوقاية
ضربة الشمس هي حالة طبية طارئة، لذلك يجب أن تتعلّمْ كيفية التعرف على الأعراض المذكورة أعلاه واتخاذ الإجراءات المناسبة بنفسك. يجب على ضحية ضربة الشمس أن يذهب إلى غرفة الطوارئ في أقرب وقت ممكن، ولكن الخطوة الأولى هي استعادة التحكم في درجة الحرارة الداخلية.
إذا كنتَ تعتقد أن شخصاً ما قد تعرض لضربة شمس، فابدأ بمعالجتها فورًا بينما يتصل طرف ثالث برقم الاسعاف بشكل عاجل، والأولوية المطلقة هي خفض درجة حرارة الضحية على الفور. الحل الأكثر فعالية هو حماية الشخص من الشمس وغمسه في الماء البارد (النهر أو حوض الاستحمام). يمكنك أيضًا إنعاشه أثناء انتظار المساعدة من خلال إطلاق ثيار الماء بقوة ومنحه الماء برذاذ ماء فاتر. يمكنك أيضًا خلع بعض ملابسه وتطبيق مناشف الماء البارد أو عبوات ثلج على الفخذ والعنق والإبطين والرأس. لكن انتبه، إذا بدأ الشخص بالارتعاش، فقم فوراً بتخفيض معدل طريقة التبريد، لأن هزات الارتعاش ترفع من درجة الحرارة الداخلية، وَخُذْ درجة الحرارة كل 10 دقائق إذا كان لديك مقياس حرارة. يجب أن تحاول الوصول إلى درجة حرارة 39 درجة مئوية (102 درجة فهرنهايت) لأن درجة حرارة جدّ منخفضة للجسم قد تكون خطرة للغاية. خلال هذا الوقت، اتَّخِذ الترتيبات اللازمة لنقل الضحية إلى غرفة الطوارئ. راقب علامات التوقف التنفسي (فشل الجهاز التنفسي)، واستعدّ لإنعاشه من خلال الإنعاش من الفم إلى الفم إذا لزم الأمر.
يجب تثبيت ضحية الإنهاك الحراري في مكان بارد. انْشُرْهَا على الأرض ورُشَّهَا كل بضع دقائق. تعتبر السوائل المعروفة بمشروبات الرياضيين هي الأفضل، ولكن غالبًا ما يكون الماء هو المشروب الأكثر سهولة. يجب مسح جسم الضحية بالماء البارد وإزالة أي ملابس غير ضرورية. انتبه بشكل خاص إلى علامات التدهور، لكن كُنْ على دراية بأنه ليس من الـمُِلحِّ صراحة نقلها إلى المستشفى في الحالة التقليدية للإرهاق الناتج عن الحرارة، وأن الأعراض قد تستمر عادة لمدة 2-3 ساعات.
لتجنب هذا النوع من المشاكل، اشرب السوائل بكميات كبيرة أثناء موجات الحرارة، خاصة إذا كنت تخطط للعمل أو ممارسة الرياضة في الهواء الطلق. عند ممارسة التمارين الرياضية، من المستحسن شرب حوالي 500 مل إلى 1.8 لتر من الماء في 3 ساعات قبل التمرين، والتي ستحتاج إلى إضافة 200 مل إلى 250 مل كل 20 دقيقة خلال التمرين نفسه. اعلم أن في نهاية النشاط البدني يستمر فقدان السوائل، لذلك من المهمّ مواصلة شرب الماء لعدة ساعات بعد التمرين. فبعض الخبراء ينصحون بالاستمرار في شرب الماء إلى أن يصبح البول شاحبًا. أيضًا، لا تأخذ حبيبات الملح إلا إذا كنت تشرب الكثير من الماء. وفي البيئات شديدة الحرارة اشرب كل ساعة، سواء كنت عطشانًا أم لا، لأن العطش هو مؤشر متأخر للجفاف.
فيما يلي بعض طرق الوقاية الأخرى:
- خلال فصل الصيف، تَجَنَّبْ الأنشطة الخارجية شديدة الكثافة خلال الساعات الأكثر سخونة في اليوم (من الساعة 10 صباحًا إلى الساعة 3 مساءً)
- تَجَنَّبْ البقاء في الشمس قدر الإمكان
- إذا كان عليك البقاء في بيئة دافئة، خذ استراحة من 10 إلى 20 دقيقة في الظل أو في مكان به مكيف للهواء لكل ساعة من النشاط
- ارتداء ملابس فضفاضة بألوان فاتحة (تعكس الألوان الفاتحة أشعة الشمس بشكل أفضل) وقبعة ذات حافة عريضة
- حاول أن ترتاح في الظل خلال أكثر ساعات اليوم حرارة
- تجنب القهوة والكحول التي تسهل فقدان السوائل
ــــــــــــــــــــــــــ
إقرأ أيضا: كيفية الوقاية من مرض إسهال المسافر
Tags: الحر صحة صحة عامة ضربة الشمس
