مِنَ الرَّائِعِ أَنْ يُحَاوِلَ الإِنْسَانُ عَدَمَ الوُقُوعِ ضَحِيَّةً لِحِقْدِ أَقْرِبِ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَلَا نَدْعُو إِلَى المِثَالِيَةِ بَلِ القَلِيلِ مِنْ حُسْنِ المُعَامَلَةِ فَقَطْ مَعَهُمْ، فَفِي الحَقِيقَةِ فِي المُجْتَمَعَاتِ المُحِيطَةِ بِنَا تَنْتَشِرُ تَصَرُّفاتٌ سَيِّئَةٌ نُمَارِسُهَا بِحَقِّ الْآخَرِينَ قَدْ لَا يَغْفِرُوهَا لَنَا مَا حَيِينَا، فَنَحْنُ لَسْنَا بِحَاجَةٍ لِمِثْلِ هَذِهِ المَوَاقِفِ عَلَى الإِطْلَاقِ، قَدْ تَكُونُ هُنَاكَ تَصَرُّفاتٌ سَيِّئَةٌ قَدِ ارْتَكَبْنَاهَا صِغَارًا، وَاسْتَمَرَّيْنَا عَلَيْهَا كِبَارًا دُونَ أَنْ نَعْلَمَ عُمْقَ الجُرْحِ الَّذِي نَتْرُكُهُ فِي نُفُوسِ الآخَرِينَ، فَقَدْ تَكُونُ أَنْتَ أَيْضًا عَزِيزِي القَارِئ تُمَارِسُهَا دُونَ أَنْ تَشْعُرَ مَعَ أَقْرَبِ النَّاسِ إِلَيْكَ، وَتَالِيًا بَعْض التَّصرُّفَاتِ الَّتِي قَدْ نَتَّخِذُ قَرَارًا جَازِمًا بِالتَّوَقُّفِ عَنْهَا بَعْدَ قِرَاءَةِ هَذَا المَقَالِ.

التسلُّطُ والسيطرةُ

يمكن وصف هذا المشهد بأنّه ذاته التلاعبُ النفسي أيضًا، حيث يسعى أحدُ أطرافِ العلاقةِ إلى فرضِ سيطرته من خلالِ استغلالِ بعض نقاط الضعف لدى الطرف الآخر لتنفيذ الأوامر الملقاة على مسامعه، فيصلُ الأمرُ إلى حدِّ التحكمِ التام بأفعالِ وأفكارِ الطرف الآخر بطريقةٍ مزريةٍ، من الممكن أن يقبلَ البعضُ بالخضوعِ لسلطةِ الآخرِ خوفًا من فقدانه كالشريكِ، أو حتى خوفًا من تسببه بفقدانه أشياء أساسية بحياته كالعملِ وما شابه، إلّا أنّ هذا السلوكَ يؤثرُ سلبًا مدى الحياة في حياةِ الشخصِ المستضعفِ، من الممكن قراءة مقال كي لا تخسر أصدقاءك… تصرُّفات واتسابية مزعجة عليك التوقف عنها في الحال.

شاهد أيضا

تهميشُ مشاعر الآخرين

تجاهل مشاعر الآخرين من التصرُّفاتِ السيئةِ التي لا يمكن للبعضِ أن يغفرها لك، ففي بعضِ المواقفِ قد تتركُ إحراجًا عميقًا يرافقه جرحٌ أعمق لدى بعض الأشخاصِ دون أن تنتبه، مما يُضعف العلاقات الاجتماعية بين الأفرادِ بشكلٍ تلقائي، ويتمثلُ ذلك بأن تقدّمَ فكرةً أو مشاعرًا وتلاحظُ أنّها قوبلت بعدمِ الاهتمامِ أو السخريةِ، كأن يوجه لك أحدهم عباراتٍ جارحةٍ بأنّ أفكاركَ غيرُ مقبولةٍ أو خاطئةٍ، بالإضافةِ إلى إخبارك بأنّ رأيك لا يهم أبدًا، فذلك جميعه يفضي إلى توليدِ الكراهيةِ وإضعافِ العلاقاتِ الشخصيةِ، وقد يصلُ الأمرُ لأن يكرهَ التواجدَ في نفسِ مكانِ تواجدك.

التنابزُ بالألقابِ

لا تعتقد أنّك لطيفٌ عندما تُداعب أحدَ الأشخاصِ في محيطك بلقبٍ ما أو تُطلق عليه تسميةً فيها إساءة! إطلاقًا لا يمتُّ الأمرُ للطافةٍ أو خفةِ الروحِ أبدًا، بل ستزيدُ من أعدادِ الأعداءِ لك كلّ ما كررت ذلك، فأنت لا تعلم مدى الأثر النفسي الذي تتركه لدى ذلك الشخص، ولا بدَّ من المسارعةِ إلى إيقافِ هذه الظاهرة المتفشية بشكلٍ كبيرٍ، فقد جاءَ في موقعِ ويكيبيديا أنّ مشكلةَ التنابزِ بالألقابِ باتتْ منتشرةً بشكلٍ ملحوظٍ، مما استدعى الأمر إلى إجراءِ دراسةٍ مكثَّفةٍ من قبلِ كوكبةٍ من علماءِ النفسِ.

إقرأ أيضا

التعاملُ باحتقارٍ

إطلاقُ الضحكات وتوجيه عبارات السخرية على الآخرين أمرٌ غيرُ مقبولٍ أبدًا حتى لو كانَ بمجردِ إيماءات جسدية، ضع نفسك في مكانِ ذلك الشخص وحدد ما ترغب أن يعاملك به الآخرون. لذلك، فإنّ كلَّ علاقةٍ بين أيّ شخصين بغض النظر عن نوعها لا بدَّ أن تقومَ على الاحترامِ المتبادل، ووَضْعِ قاعدةٍ صارمةٍ تنصُّ على ضرورةِ غيابِ الازدراء والاحتقار للآخرين.

النرجسيةُ التَّامّةُ

أن تكونَ مرهونًا لمزاجِ شخصٍ ما أمرٌ في غايةِ السوءِ، فعند الشعورِ بغضبِ الطرفِ الآخر يبدأُ الخوفُ والقلقُ بامتلاك الطرف الضعيف في العلاقةِ، إذ أدّى تراكم المواقف إلى إضعافِ شخصيةِ الأخير، وجعلها متزعزعةً تمامًا لتصبحَ متأثرةً بأيّ كلمةٍ تقال بحقها وتصدعها، فيكون الطرفُ القوي فارضًا لذاته ويعتبرُ أنّ رضاه هو الأول ومن بعد ذلك الطوفان، فذلك حتمًا سيقودُ العلاقةَ إلى المشنقةِ مستقبلًا، فأيُّ شخصٍ على وجهِ الأرض لا يسامح آخر كان نرجسيًا بحقه.

شاهد أيضا:

عدم الاستماع أو المناقشة

عندما أكونُ في موقفٍ هامٍّ بالنسبةِ لي، وأريدُ المناقشةَ به للضرورةِ القصوى ويُدار الظهرُ لي، فحتمًا ستشتعلُ النيرانُ في صدري لعدمِ الاكتراث لأمري، فقضيةُ عدمِ قبولِ الخوضِ في نقاشِ أمرٍ ما تجعلُ من الكراهيةِ تَتَولَّدُ تلقائيًا، فأنت قد اتخذت قرارك الصارم ببناءِ وجهةِ نظرٍ، أو اتخاذِ قرارٍ، أو البتّ في قضيةٍ دون أن تسمع مني إطلاقًا، وهناك احتمالٌ كبيرٌ جدًا أن يعودَ بالضررِ على مصلحتي الشخصية دون أن تأبه بها أنت! فهذا خطأ من الأخطاءِ البشريةِ التي لا تغتفرُ.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

إقرأ أيضا: خطوات بسيطة لتنعم بالسلام الداخلي

Tags:

سجل دخول بمعلومات حسابك

Forgot your details?