افترض العلماء من خلال دراسة جينية سابقة لقمل الملابس، جرت في جامعة فلوريدا أن الإنسان المعاصر ارتدى الثياب قبل 170 ألف سنة في افريقيا. فالملابس عبر التاريخ، اعتُبِرت ولا زالت، ضرورة بشرية إلى جانب الطعام والمأوى، وتراوحت وظائفها بين ستر الجسد والحماية من الظروف الجوية.

ويرجع آخر اكتشاف يؤكد قدم خياطة الملابس إلى سنة 2005، إذ اكتشف فريق من العلماء في المغرب، أدوات من العظام كانت تُستخدم في صنع الملابس، وذلك داخل كهف يحمل اسم ’’المهربين‘‘، يقع بنواحي مدينة تمارة القريبة من العاصمة الرباط. اكتشافات تطلبت الدراسة والتحليل للوصول إلى النتائج العلمية التي نشرتها مجلة ’’آي ساينس‘‘ الأميركية (iScience) في شهر شتنبر من السنة الماضية.

ووفق هذه الدراسة، فقد تم دراسة وتحليل أكثر من 60 أداة مصنوعة من العظام، وأداة مصنوعة من سنّ الحوت، استعملت للخياطة قبل حوالي 120 ألف سنة، لتُصنَّف هذه الأدوات كأقدم دليل على صناعة الملابس حتى الآن.

ويقول الباحثون أن في هذه المغارة، عثروا على العشرات من الأدوات المثالية لكشط جلود الحيوانات لصناعة قطع من الجلد والفراء، ومنها أشكال من هذه الأدوات لا تزال تستخدم إلى اليوم لإعداد الجلود، لأنها لا تخترق الجلد أثناء استعمالها في صنع الملابس. كما تم العثور أيضًا -في المغارة ذاتها- على سنّ حيوان ثديي بحري (حوت أو دولفين)، الذي ربما استُخدِم كأداة تقشير، أو استُخدِم لشحذ حافة أداة أخرى.

اقرأ ايضا: ايبيريا.. حيث حضارة الأندلس شامخة

وتشير الدلائل إلى أن سكان الكهوف في شمال أفريقيا، كانوا يصنعون الملابس ويرتدونها حتى عندما لم تكن الظروف قاسية، وعندما غادر هؤلاء القدماء أفريقيا ليسكنوا أنحاء الكرة الأرضية، يبدو أنهم فعلوا ذلك على الأرجح وهم يرتدون جلود الحيوانات كملابس في البرد والحرّ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اقرأ ايضا: قلعة عجلون .. شاهد تاريخي على انتصارات المسلمين

Tags:

سجل دخول بمعلومات حسابك

Forgot your details?