قصة جميلة وعبرة…
تزوجت إحدى الفتيات وذهبت للعيش مع زوجها وحماتها. وبعد وقت قصير إكتشفت أنها لا تستطيع التعامل مع حماتها. فقد كانت حماتها تنتقدها وتثير غضبها. ولم يتوقفا يوما عن الجدال والصراخ. وكان الزوج يعانى أحزاناً ومشقة، ولم يعد في استطاعة الزوجة التحمل أكثر من ذلك وقررت أن تفعل شيئا.. فذهبت (لصيدلي) صديق عائلتها، وشرحت له الوضع بالتفصيل، وسألته أن يمدها ببعض العقاقير السامّة حتى تتخلص من حماتها إلى الأبد..
اقرأ أيضا: جعفر والنجاشي… نموذج راقٍ للحوار يستحق التأمل!
فكر الصيدلي، ثم دخل لغرفة التحضير دقائق، ثم خرج ومعه زجاجة صغيرة مزودة بقطارة وقال: ليس من الحكمة أن تستخدمي سمّا سريعَ المفعول وإلا ثارت حولك الشكوك، لذا سأعطيك هذا العقار الذي يعمل تدريجيا وببطء، وعليك أن تجهزي لها كل يومين طعاما من الدجاج أو اللحم وتضعين عليه نقاط من هذا السمّ بالقطارة، وفى هذه الأثناء عامليها بلطف وتودد.. ولا تتشاجري معها أبدا مهما كانت الظروف.. عامليها كما لو كانت أمّك حتى إذا انقضت أيام عمرها لم يشك فيك أحد.. فسعدت الزوجة بهذا الحلّ وأسرعت إلى المنزل لتبدأ التنفيذ على الفور..
ومضت الأيام والشهور وهى تحرص على التنفيذ بكل دقة، وتذكر دائما ما قاله الطبيب لعدم الاشتباه، فتحكمت في طباعها وأطاعت حماتها وعاملتها كما لو كانت أمها.. وبعد ستة أشهر تغير جوّ الأسرة تماما، ومارست الزوجة تحكمها في طباعها بقوة وإصرار، ونشأ جوّ من الحب والصداقة بينها وبين حماتها التي تغيرت هي الأخرى وصارت كالأم الحنون لزوجة ابنها.. وأصبح الزوج سعيدا بما طرأ على جوّ الأسرة وهو يلاحظ كل ما يحدث..
وبعد هذه المدّة ذهبت الزوجة للصيدلي ولكن هذه المرّة لتقول له: من فضلك ساعدني لأمنع السمّ من قتل حماتي، فقد صارت جدا لطيفة وأنا أحبهّا الآن مثل أمي.، أرجوك لا أريدها أن تموت.. فتبسّم الصيدلي وهزّ رأسه وقال يا بنيتي: أنا لم أعطك سمّا قطّ، لقد كان المحلول الذي بالزجاجة ماء! أما السمّ الذى أوشك أن يقتلك فقد كان قابعا في عقلك، والآن تأكدت والحمد لله أنك برئتِ منه! والعبرة هي أنّ عامل الناس بمثل ما تحب ان يعاملوك به وادفع بالتي هي أحسن.. وعامل النّاس بالمعروف.. ولا تتسرّع بالاحكام! فالبعض يُفسر الأدب خوفاً! لأنه لم يتربّى على الإحترام في حياته والبعض يُفسّر الطيبة غباء.
___________________
اقرأ أيضا: بائعة الخبز والمعلم.. قصة حقيقية مؤثرة
Tags: حكم وأقوال حماتي والسم القاتل حموات معاملة الحموات