وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة لكنها جافة
بدأ الحصان بالصهيل طالباً النجده .. استمر على هذا النحو عدة ساعات.
كان المزارع حينها يدرس الموقف ويفكر بكيفية أستعادة الحصان؟
لم يستغرق الأمر طويلاً كي يقنع المزارع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزاً وأن تكلفة استخراجه تقارب تكلفة شراء حصان آخر.. هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردم.
نادى المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل مشكلتين في آن واحد (التخلص من البئر الجاف، ودفن الحصان)، وفعلاً بدأ الجميع بالمعاول والجواريف في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر.
اقرأ أيضا: هل تتغيّر عندمـا تتجـاوز الأربعين؟
في بادئ الأمر.. أدرك الحصان حقيقة ما يجري.. فأخذ بالصهيل بصوت عال يملؤه الألم وطلب النجدة..
وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة.. فأعتقدوا بأنه مات..
نظر المزارع إلى داخل البئر فصعق مما رآى.. لقد وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره، وكلما سقطت عليه الأتربة يرميها بدوره على الأرض فيرتفع هو بمقدار خطوة واحدة للأعلى.
هكذا استمر الحال.. الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة بعد خطوة إلى أعلى، وبعد فترة من الزمن اقترب الحصان للأعلى فقفز قفزة بسيطة وصل بها إلى خارج البئر بسلام.
كذلك هي الحياة تلقي بأوجاعها وأثقالها ومخلفاتها عليك، فأما أن تدفنك وإما أن تلقيها من على ظهرك وترتقي.
بمعنى أنك كلما حاولت أن تنسى همومك فهي لن تنساك وسوف تواصل إلقاء أثقالها وأتربتها عليك.
وكل مشكلة قد تواجهك في الحياة هي حفنة تراب يجب أن تنفضها من على ظهرك كي تتغلب عليها وترتفع بذلك خطوة للأعلى.
وكل شخص سلبي أو غير سوي قد تصادفه في حياتك قد يؤلمك بسلوكياتك الغير سويه أو ممارساته اللا أخلاقيه ألقيه من فوق ظهرك لترتفع.
انفض مخلفات الحياة..
لا تتوقف، لا تستسلم أبدا..
ومهما شعرت أن الآخرين يريدون دفنك حيّا لا تستسلم..
ونصيحتي لك اجعل قلبك خالياً من الهموم، وعقلك خالياً من القلق.. وعش حياتك ببساطة، وأكثر من العطاء وتوقع المصاعب..
وأعلم بأن كلا سيلقى جزاءه في يوم ما فلا تقلق وأنفض مخلفاتهم من فوق ظهرك لترتقي.
______________________
اقرأ أيضا: من أقوال الشيخ محمد الغزالي عن الحياة
Tags: الحصان الحصان والبئر حكم وأقوال هز ظهرك كالحصان