جَاءَتْ كُلُّ الأَدْيَانِ تَحُثُّ عَلَى الزَّوَاجِ وَتُنَظِّمُهُ، لِمَا لَهُ مِنْ أَهَمِّيَةٍ قُصْوَى فِي ضَبْطِ العَلَاقَةِ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، وَحِفْظِ الْأَنْسَابِ لِْلمَوَالِيدِ الَّذِينَ يَنْتُجُونَ عَنْ هَذِهِ العَلَاقَةِ، بِالإِضَافَةِ إِلَى مُمَارَسَةٍ جِنْسِيَّةٍ مُسْتَقِرَّةٍ وَمُنْضَبِطَةٍ يَسْتَمْتِعُ فِيهَا الزَّوْجَيْنِ كِلَيْهمَا بَعْضهمَا بِبَعْضٍ بِأَرِيحِيَّةٍ تَامَّةٍ، دُونَ تَوَتُّرٍ أَوْ خَوْفٍ أَوْ وَجَلٍ مِنْ انْفِضَاحِ أَمْرِهِمَا، أَوْ مُلَاحَقَاتٍ قَضَائِيَّةٍ حَالَ مُمَارَسَتِهَا مِنْ خِلَالِ العَلَاقَاتِ المُحَرَّمَةِ، وَلِأَنَّ العَلَاقَةَ الحَمِيمَةِ رُكْنٌ أَسَاسِيٌّ فَي الحَيَاة الزَّوْجِيَّةِ، وَمِنْ دُونِهَا لَا تَكْتَمِلُ مُتْعَةُ الزَّوَاجِ، لِذَا يَحْرِصُ كِلَا الزَّوْجَيْنِ عَلَى الإِسْتِمْتَاعِ قدْرَ المُسْتَطَاعِ أَثْنَاءَ عَلَاقَتِهِمَا الحَمِيمَةِ. لَكِنَّ البَعْضَ يُكْثِرُ مِنْ مُمَارَسَةِ هَذِهِ العَلَاقَةِ لِلاسْتِزَادَةِ مِنَ المُتْعَةِ وَلِإرْضَاءِ شَرِيكِهِ! فَمَاذَا عَنْ فَوَائِدِ هَذِهِ المُمَارَسَةِ؟ نَحْنُ هُنَا فِي نَصِيحَة جَمَعْنَا لَكُمْ مِنْ خِلَالِ المَرَاجِعِ الطِّبَّيَّةِ هَذَا المَقَال، الَّذِي نَتَحَدَّثُ فِيهِ عَنْ مُمَارَسَةِ العَلَاقَةِ الحَمِيمَةِ وَبَيَانِ فَوَائِدِهَا، وَفِي نَفْسِ الوَقْتِ، مَا قَدْ تُسَبِّبُهُ مِنَ الأَضْرَارِ لَدَى بَعْضِ الأَزْوَاجِ الَّذِينَ يُمَارِسُونَ العَلَاقَةَ الجِنْسِيَّةِ بِكَثْرَةٍ.
أولا: فوائد كثرة الجماع
يرى المختصون أن لكثرة الجماع عدة فوائد، وربما مميزات يستشعرها كلا الزوجين، والتي تعود على الزوج والزوجة معاً، وليس على طرف واحد منهما. ومن هذه الفوائد والمميزات:
1. زيادة الترابط بين الزوجين
ثمة شيء ممتع يجمعهما بصفة دائمة، فيحرصون على تكراره، على عكس بعض الأزواج الذين يعتبرون العلاقة الحميمة مجرد واجب يتم تأديته في أوقات محدّدة، فيحدث الملل، مما قد يزيد من التباعد بينهما.
2. الإسترخاء وسهولة النوم العميق
حيث أن الجماع يسبب زيادة في إفراز هرمون السيروتونين، الذي يساعد على الشعور بالسعادة والإسترخاء، ومن ثمّ الخلود إلى النوم بسهولة. فالإنتظام على الجماع بشكل يومي يضمن لكلا الزوجين الإستغراق في النوم بسهولة.
3. التقليل من القلق والتوتر
وذلك بسبب أن الجماع يقلل من إفراز هرمون الكورتيزول وهو الهرمون الذي يسبب القلق والتوتر.
4. زيادة في حرق السعرات الحرارية
فمن المعروف أن المجهود المبذول خلال الجماع وما يصاحبه من أوضاع وحركات، يؤدي بالضرورة إلى حرق السعرات الحرارية، وإذا زاد الجماع زادت معه هذه العملية.
5. الشعور بالسعادة والراحة النفسية
فكل طرف يسعى لتقديم أفضل ما لديه لإسعاد الطرف الاخر خلال هذه الممارسة، وبالتالي تزداد المتعة بينهما.
6. زيادة فرص الحمل
خصوصاً في بداية الحياة الزوجية، لأن كثرة الجماع سيزيد من إحتمالية حدوث الإخصاب خلال وقت أسرع للراغبين في الإنجاب.
ثانياً: أضرار كثرة الجماع
وهناك أيضاً بعض الأضرار التي قد يسببها الإكثار من الجماع، وهي:
1. الخوف من تحول العلاقة الحميمة إلى ممارسة مملّة
فهناك تخوف من تكرار العلاقة بكثرة من أن تقل اللّهفة والشّغف بين الزوجين، وقد تتجرد من معناها الرومانسي والعاطفة القوية، ويمكن التغلب على ذلك، بالتجديد الدائم من كلا الطرفين اثناء هذه العلاقة، بابتكار أوضاع وحركات جديدة، وخاصة من جانب الزوج الذي يقع عليه العبء الأكبر في ذلك، لأنه إذا كانت الممارسة بنفس الوضعية والأسلوب المتبع في كل مرة، سينتج نوع من الملل قد يهدد استمرارية ومتعة العلاقة الحميمة.
2. الأثر السلبي على صحة المرأة والرجل
قد تشعر المرأة ببعض الآلام، ويمكن أن تصيبها بعض الإلتهابات كالتهاب المثانة. وكذلك قد يصاب الرجل بمشاكل في البروستاتا بسبب التكرار الدائم لهذه العلاقة، ولذا يجب أن يحرص كلا الزوجين على مراقبة حالتهما الصحية باستمرار، ومراعاة حالات التعب والإجهاد، بسبب ظروف الحياة ومتطلبات البيت والعمل، حال رغبتهما في ممارسة العلاقة الجنسية بكثرة، وتَحيُّن الفرص المناسبة للاستمتاع معاً دون أن يلحقهما أي ضرر
3. قد تسبب الحمل الغير مرغوب فيه
في حال كثرة ممارسة الجماع بالنسبة للزوجين الذين لايرغبون في الإنجاب، تصبح فرص حدوث خطأ في تطبيق وسائل تنظيم الحمل أكبر، وتصبح المرأة عرضة للحمل بصورة أكبر، فيجب الانتباه لذلك من كلا الزوجين.
ثالثاً: نصائح حول الجماع اليومي
بالإضافة إلى ما أوردناه في مقال سابق، عن أسرار الجنس التي لايعرفها إلا الأزواج السعداء فقط، ففي حالة أراد الزوجين أن يمارسا العلاقة الحميمة بشكل يومي، فيجب إتباع هذه النصائح للحصول على ممارسة جنسية ممتعة دون مشاكل ودون الخوف من أضرار ذلك:
1. التغيير الدائم في أسلوب ممارسة هذه العلاقة
فلا تبقى بنفس الأسلوب اليومي، وإنما يتخللها بعض التجديد والتغيير في الوضعيات والحركات المثيرة للطرفين، حتى لا تتحول إلى روتين.
2. عدم الانشغال بالعلاقة الحميمة عن الإهتمام بكافة جوانب الحياة
يجب أن لا ينشغل الزوجين بهذه العلاقة عن الاهتمام بجوانب الحياة الأخرى، وأن لا تكون سبباً في الإهمال في العمل، أو التقصير في حق الأبناء والعائلة. إن السهر بسبب الجماع يمكن أن يؤدي إلى الإستيقاظ في وقت متأخر، أو عدم التركيز في العمل. وينصح هنا بتنظيم الوقت حتى لا يأتي شيء على حساب شيء اخر.
3. الاهتمام بالنظافة الشخصية وخصوصا المنطقة الحساسة
وذلك سواء لدى المرأة أو الرجل، حتى يتجنبا الإصابة بالتهابات أو مشكلات صحية بسبب كثرة الجماع. إضافة إلى أن رائحة الجسم المميزة لكل شخص من أقوى المثيرات للشريك، وربما أكثر من أنواع العطور باهظة الثمن.
4. الاهتمام بالصحة العامة والحصول على الراحة الكافية
يجب على الزوجين الاهتمام بالتغذية السليمة لتعزيز القوة الجنسية، كما يجب أن لا يترددا في تأجيل الجماع حال الشعور بالتعب، أو عدم الجاهزية الصحية والنفسية لمثل هذه العلاقة، إلى وقت يشعر فيه الزوجان بالراحة والقدرة على هذا اللقاء الخاص.
5. علاقة برضا كلا من الزوجين
يجب ألا يكون طلب الجماع كثيرًا من قبل طرف واحد فقط وهو الزوج في الغالب، بل يجب أن تكون رغبة مزدوجة منهما، حتى لا يشعر الطرف الثاني بأنه مجبر على هذه العلاقة، فإذا أراد الزوج أن يمارس العلاقة الحميمة مع زوجته، يجب أن يتأكد أولًا من إستعدادها ومدى قابليتها لهذا الأمر في هذا التوقيت، حتى لا تكون مرهقة من كثرة الجماع أو يسبب هذا في مشكلة صحية لديها.
اقرأ أيضاً: أثر ممارسة الجنس بشكل اعتيادي على المخ
Tags: الجماع العلاقة الجنسية العلاقة الحميمة صحة صحة جنسية كثرة الجماع