هَلْ تُحَاوِلْ جَاهِداً تَعَلُّمَ لُغَةٍ ثَانِيَةٍ (أو لغة ثالثة أو رابعة)؟ إِلَيْكَ عَزِيزِي الْقَارِئ بَعْضُ النَّصَائِحِ مِنْ “ماثيو يولدن”، وَهُوَ خَبِيرٌ بَرِيطَانِيُّ يَتَحَدَّثُ تِسْعَ لُغَاتٍ. فَلْنَتْرُكْ لَهُ الْمَجَالَ لِيُرْشِدَنَا إِلَى الطَّرِيقِ السَّهْلِ وَالْمُمْتِعِ لِتَعَلُّمِ أَيِّ لُغَةٍ.

فالخبير ماثيو يلدن يتحدث تسع لغات بطلاقة ويفهم أكثر من عشرة لغات، لذلك سيدهشك وانت تسمعه وهو يستخدم مهاراته في التحول من لغة إلى أخرى مثل الحرباء التي تغير ألوانها بسهولة. وفيما يلي نقدم لكم نصائح ماثيو يلدن لتعلم أي لغة أجنبية بسهولة:

1. ابحث عن الدافع الخاص بك

قد يبدو لك هذا بديهيا، لكن إذا لم يكن لديك سببا وجيها لتعلم اللغة، فمن المرجح أن تظل متحمسًا على المدى الطويل دون البدء فعليا في تعلم اللغة. إن الرغبة في إقناع الآخرين في تعلم لغتك الخاصة ليست سببًا كافيًا، في حين أن محاولة التعرف على أشخاص يتحدثون بلغتهم الأم هي مسألة أخرى تمامًا. بغض النظر عن السبب، فبمجرد اتخاذ قرار بشأن تعلم إحدى اللغات، من الضروري الالتزام بما يلي:
“حسنًا، أريد أن أتعلم هذه اللغة وسأقوم ببذل أقصى ما أستطيع لتعلم هذه اللغة، بهذه اللغة ولهذه اللغة.”

2. ابحث عن شريك

وجود الشريك عند تعلم لغة جديدة شيء أساسي، فقد تعلم الخبير ماثيو عدة لغات مع شقيقه التوأم مايكل. اكتسب ماثيو ومايكل قوتهما في التعلم من التنافس الصّحّي بين الإخوة. إذ يقول: كنا متحمسين للغاية، وما زلنا كذلك. نحن نشجع بعضنا البعض لتحقيق ذلك. لذلك إذا أدرك أني بذلت جهدا أكبر في التعلم، شعر بالغيرة بعض الشيء ثم حاول التغلب عَلَيّ (ربما لأنه توأمي) والعكس صحيح.”
حتى إذا لم يكن بمقدورك الحصول على إخوانك للانضمام إليك في مغامرة تعلم لغة جديدة، فإن  العثور على شريك من نوع ما سيدفعكما إلى المحاولة دائمًا وبإصرار.
“أعتقد أنها طريقة رائعة حقًا لاستكشافها. لديك شخص يمكنك التحدث معه، وهذه هي الفكرة وراء تعلم لغة جديدة.”

3. تحدث مع نفسك

عندما لا يكون لديك أي شخص آخر لتتحدث إليه، فلا حرج في التحدث إلى نفسك باللغة الأجنبية التي تودّ تعلمها.
“قد يبدو لك هذا غريباً حقًا، ولكن التحدث إلى نفسك بلغة ما يعدّ طريقة رائعة للتّدرّب حتى إذا لم تكن قادرًا على ذلك طول الوقت.”
إذا كنت لا تعرف كيفية تعلم لغة جديدة، فيمكنك أن تحفظ كلمات وعبارات جديدة في ذهنك، مما يساعد على بناء ثقتك في المرة القادمة التي تتحدث فيها مع شخص ما.

4. ابق على صلة بها

إذا جعلت المحادثة هدفًا من البداية، فلن تضيع وقتا طويلا بين ضفاف الكتب المدرسية. إذ يعدُّ التحدث إلى الأشخاص واحدًا من أفضل الطرق لتعلم اللغة، لأنها تحافظ على صلتك الدائمةبهذه اللغة.
“أنت تتعلم اللغة لتتمكن من استخدامها. أنت لن تتحدث مع نفسك فقط. الجانب الإبداعي حقا هو مدى قدرتك على وضع هذه اللغة التي تتعلمها  كجزء من حياتك اليومية. سواء كان ذلك من خلال كتابة الأشعار، أو التعبير، أو الرغبة في التحدث عمومًا إلى الناس، أو استخدامها عند السفر إلى الخارج. وإن لم يتيسر لك السفر إلى الخارج، فإنه يمكنك الذهاب إلى أقرب محلِّ خدمات يتحدثون فيه هذه اللغة والتحدث إليهم بها.

5. اقض وقتا ممتعا معها

إن استخدام لغتك الجديدة بأي شكل من الأشكال هو عمل خلاق. فقد مارس الخبير ماثيو يلدن وأخوه اللغة الجديدة عن طريق كتابة وتسجيل الأغاني. فَكِّرْ في بعض الطرق الممتعة لممارسة لغتك الجديدة: قُمْ بعمل حوار إذاعي مع صديق، أو أَلِّفْ مقطعًا كوميديًا، أو اكْتُبْ قصيدة أو تَحَدَّثْ إلى من تستطيع. إذا لم تتمكَّنْ من العثور على طريقة للاستمتاع باللغة الجديدة، فمن المحتمل أنك لم تتبعْ الخطوة الرابعة!

6. تصرف كطفل

هذا لا يعني أنك يجب أن تتصرف كالأطفال عند الخروج إلى الأماكن العامة، ولكن حاول أن تتعلم طريقة تفكيرهم. فكرة أن الأطفال بطبيعتهم أسرع من البالغين في التعلم ثبت أنها أسطورة. حيث أن الأبحاث الجديدة لم تتمكن من العثور على صلة مباشرة بين العمر والقدرة على التّعلُّم. قد يكون المفتاح للتّعلُّم السريع عند الطفل ببساطة هو التصرف بطفولية عفوية لقلة الوعي الذاتي عنده، والرغبة في اللعب باللغة دون الحرج أو الخوف من ارتكاب الأخطاء.
نحن نتعلم عن طريق ارتكاب الأخطاء كالأطفال، فمن المتوقع أن نرتكب أخطاء، ولكن عندما تصبح بالغًا، تصبح الأخطاء من المحرمات. فكّر في احتمال أن يقول شخص بالغ، “لا يمكنني ذلك” بدلاً من “لم أتعلم ذلك بعد” (لا أستطيع السباحة، لا أستطيع القيادة، لا أستطيع التحدث باللغة الإسبانية). إن الوقوع في الفشل هو من المحرمات الاجتماعية التي لا تثقل كاهل الأطفال. لذلك، عندما يتعلق الأمر بتعلم لغة أجنبية جديدة، فإن الاعتراف بأنك لا تعرف كل شيء وعدم الشعور بالحرج من ذلك هو مفتاح الانطلاق والحرية. السرّ اذن هو أن تَتخَلى عن مُـثَـبِّطات البالغين الخاصة بك!

7. اترك اسلوبك المفضل 

القدرة على تقبل ارتكاب الأخطاء تعني أن تكون مستعدًا لوضع نفسك في مواقف محرجة. قد يكون هذا أمرًا مخيفًا، لكنه الطريقة الوحيدة للتطوير والتحسين. بغض النظر عن مقدار ما تتعلمه، فلن تتحدث بلغة من دون أن تضع نفسك في هذه المواقف: تحدث إلى غرباء بهذه اللغة، اطلب التوجيهات، اطلب الطعام، حاول أن تقول نكتة..
كلما زاد عدد مرات القيام بذلك، كلما أصبحت منطقة الراحة أكبر وأكثر سهولة في المواقف الجديدة.
“في البداية، ستواجهك بعض الصعوبات: ربما النطق، أو قواعد اللغة، أو بناء الجملة، أو أنك قد لا تجد ما تودُّ أن تقوله. لكنني أعتقد أن أهم شيء هو محاولة تطوير هذا الشعور دائمًا. كل متحدث بلغته الأم لديه شعور بلغته الخاصة، وهذا هو الأساس الذي يصنع الناطقين بلغتهم الأم..”

8. استمع

يجب أن تتعلم الاستماع قبل أن تتمكن من التحدث. تبدو كل لغة غريبة في المرة الأولى التي تستمع إليها فيها، ولكن كلما زاد سماعك لها، أصبح من الأسهل التحدث بها بشكل صحيح.
“نحن قادرون على نطق أي شيء، ولكننا فقط لسنا معتادين على فعل ذلك. على سبيل المثال، قد لا توجد في لغتي الأم بعض الحروف الموجودة في اللغة التي أرغب في تعلمها. يقول ماثيو يولدن: “عندما كنت أتعلم اللغة الإسبانية، كانت هناك كلمات بها حرف R، مثل perro و reunión. وهو حرف صعب النطق بالنسبة لي، فكانت أفضل طريقة للقيام بإتقان نطقه هي أن تسمعها باستمرار، وأن تستمع إليها وأنت تتخيل أو تتصور كيف من المفترض أن يكون نطقها واضحًا، لأن لكل صوت مخرج معين من الفم أو الحلق الذي نستخدمه من أجل إخراج هذا الصوت”.

9. شاهد الآخرين يتحدثون

لكل لغة متطلبات مختلفة من حركة لسانك وشفتيك وحلقك، لتتمكن من النطق الصحيح بها. فالنطق هو تجسيد لهذه الحركات أكثر منه شيء نابع من العقل:
“هناك طريقة واحدة -قد تبدو غريبة بعض الشيء- تتمثل في النظر إلى شخص ما أثناء نطقه الكلمات التي تُصْدِرُ عنه هذا الصوت، ثم محاولة تقليد هذا الصوت قدر الإمكان. صدقوني، قد يكون الأمر صعبًا في البداية، لكنك ستفعل ذلك. إنه شيء يتم فعله بسهولة تامة؛ تحتاج فقط لممارسة ذلك. ”
إذا لم تتمكن من مشاهدة وتقليد متحدثين بلغتهم الأم، فإن مشاهدة الأفلام والتلفزيون بلغة أجنبية التي ترغب في تعلمها يعدُّ بديلاً جيدًا.

10. غُصْ فيها

إذن لقد وضعت قدمك على الطريق. وتعلمت كيفية المُضِيِّ قُدمًا؟ وأدركت ماهي الطريقة المناسبة للتعلم؟ يوصي ماثيو يلدن باتباع سياسة الحد  الأقصى ° 360: فبغض النظر عن أدوات التعلم التي تستخدمها، من الضروري ممارسة لغتك الجديدة كل يوم والغوص فيها:
“أنا أميل إلى الرغبة في استيعاب أكبر قدر ممكن من هذه اللغة منذ البداية. لذلك إذا تعلمتُ شيئًا ما، فأنا أذهب إليه وأحاول استخدامه طوال اليوم. مع مرور ايام الأسبوع، أحاول أن أفكر فيه، وأحاول أن أكتب فيه، وأحاول التحدث إلى نفسي حتى بتلك اللغة. بالنسبة لي، يتعلق الأمر فعليًا بتطبيق ما تتعلمه في الممارسة، سواء كان ذلك كتابة رسالة بريد إلكتروني أو التحدث إلى نفسك أو الاستماع إلى الموسيقى أو الاستماع إلى الراديو. إن إحاطة نفسك باللغة الجديدة المراد تعلمها والغوص في ثقافتها هو أمر بالغ الأهمية.”
تَذَكَّرْ أن أفضل نتيجة ممكنة لتحدث لغة هي أن يتحدث الأشخاص إليك. والقدرة على إجراء محادثة بسيطة هي مكافأة كبيرة بحد ذاتها. إن الوصول إلى انجاز من هذا القبيل في وقت مبكِّر سيجعل من السَّهل عليك البقاء متحمسًا وممارسًا للتطبيق العملي. لا تقلق، فلن تزعج الناس من خلال التحدث بلغتهم بشكل سيّء. إذا كنت تبدأ أي حوار بقولك، “أنا أتعلم وأرغب في ممارسة …” فإن معظم الناس سوف يتحلَّون بالصبر والتشجيع والسعادة وهم يفعلون ذلك. على الرغم من وجود حوالي مليار من الناطقين باللغة الإنجليزية في جميع أنحاء العالم، يُفضِّل معظمهم التحدث بلغتهم الخاصة إذا تم تَخْييرهم.
إن أخذ زمام المبادرة للدخول إلى عالم اللغة الخاصة بأشخاص آخرين سيمنحهم الشعور بالارتياح ويشجع المشاعر الطيبة بين بني البشر:
“بالتأكيد، يمكنك السفر إلى الخارج والتحدث بلغتك الخاصة، لكنك حقيقة ستحصل على المزيد من الشعور بالارتياح عندما تتواجد في مكان ما وانت لديك القدرة على التواصل بلغتهم والتفاهم والتفاعل في كل موقف تتعرض له أو يمكنك تخيله “.

_________________

المصدر : موقع بابل

Tags:

سجل دخول بمعلومات حسابك

Forgot your details?