قام ملك في قديم الزمان بأمْرِ جنوده بقتل المسنّين(كبارالسنّ) جميعاً.
فكان هناك شابّ يحبّ أباه جدّاً ،فعندما علم الشاب بذلك، أدخل أباه غرفةً سريّةً تحت البيت.
وعندما جاء الجنود، لم يجدوا مسنّاً بالبيت.
ومرت الأيام وعلم الملك عن طريق الجواسيس أن الشّاب أخفى أباه..
فقرّر الملك أن يُحيّـرَ الشّابّ أوّلاً قبل حبسِه وقتلِ أبيه..
فبعث له جندياً ليخبره أنّ الملك يريده أن يأتيه في الصباح راكباً ماشياً!
فاحتار الشاب، وذهب لوالده في حيرة، وقصّ عليه الأمر، فتبسّم المسنّ وقال لابنه: أحضِرْ عصاً كبيرةً واذهب للملك عليها راكبا ماشيا..
فذهب الشّاب إلى القصر فأُعْجبَ الملك بذكائه وقال له: اذهب وتعال في الصباح لابسا حافيا..
فذهب الشاب وقصّ علي أبيه الأمر، فقال الأب: أعطني حذاءك، وقام بنزع الجزء الأسفل منه، وقال له: ألبسه وأنت عند الملك، ففعل الشاب
فتعجّب الملك مرة أخرى لذكائه!
وقال له اذهب وتعال في الصباح معك عدوّك وصديقك..

فذهب الشاب لأبيه واخبره، فتبسم الأب وقال لابنه: خذْ معك زوجتك والكلب
واضرب كل واحد منهم أمام الملك، فقال الشّاب: كيف؟ فقال الأب: افعل وسترى..
فذهب الشّاب في الصباح للملك، وجاء أمامه وقام بضرب زوجته فصرخت وقالت له ستندم، وأخبرت الملك أنه يخفي أباه، وتركته وانصرفت..
وقام بضرب الكلب فجرى الكلب بعيدا عنه ولم يخرج..
فتعجّب الملك وقال: كيف الصّديق الوفيّ والعدوّ؟
فقام الشاب وأشار للكلب فأتى مسرعاً يلفّ حوله فرحاً به..
فقال الشاب للملك: هذا هو الوفاء وتلك كانت العدوّ..
فأعجب الملك به وقال: تأتي في الصّباح ومعك أبوك..
فذهب الشاب الى بيته وقصّ على أبيه الأمر، وذهبا للملك صباحاً، فقرّر الملك تعيين أباه مستشارا له بعد اختبارات عدّة..
ونجا الشّاب من القتل بفضل الله أوّلاً ثمّ بفضل أبيه..
فالأب مهما تقدّم في السّن فهو كنز لا ندرك قيمته إلا بعد فوات الأوان
فالأب مدرسة كاملة ودراية واقعية، اجعله مكاناً لأسرارك تجد الحلّ دائماً لمشاكلك… فحافظوا على آبائكم تغنموا..

ـــــــــــــــــــــــــــ

إقرأ أيضا:  كبار السن.. البركة الخفية

Tags:

سجل دخول بمعلومات حسابك

Forgot your details?